السقوط الامني دوافع واثار ج2-عبد الناصر رابي

عبد الناصر رابي

::كاتب مميز::
[

أساليب الإسقاط
تتمحور أساليب الإسقاط التي يستخدمها اليهود في جملة من الطرق أهمها: الترغيب, والترهيب, والإقناع, حيث يتم دمجها معا ضمن عملية تكاملية من أجل تحقيق الهدف بالإسقاط, ومحاولة إقناع الضحية أن الارتباط هو الطريق الأسهل لتحقيق الأماني والأحلام الوردية ،والادعاء بأن اليهود قادرون على حماية عملائهم, ومنع أيدي المجاهدين من الوصول إليهم (وهذا زيف ثبت عكسه دائما).
ومن الأساليب المستخدمة والشائعة أسلوب الإجبار؛ حيث يعمد اليهود على إجبار الضحايا على فعل الفواحش وخاصة الزنى أو اللواط, من خلال عمليات الاغتصاب بعد التخدير أو بدونه, أو التضييق الاقتصادي والطبي .إن اليهود كعادتهم قوم مخادعون فهم يلجأون إلى أساليب شيطانية وافتراءات كثيرة من أجل الإيقاع بضحاياهم, ومثال ذلك الادعاء أن معظم المجتمع من العملاء،وافتعال أسباب عادية من أجل تصوير النساء بالملابس الداخلية داخل محلات بيع الملابس, أو مشاغل الخياطة, أو منازل أصدقاء السوء.مُضَاَفاً إلى ذلك دَسُّ المخدرات في أكواب الشاي, أو العصير, أو رشها على الورود, وبعد إدمان الضحية يتم الضغط عليه من أجل إسقاطه .
ولكنني اكرر وأقول, إن ابتعاد الإنسان عن أماكن الفساد وأصدقاء السوء, وقوة إيمانة, وصلابة نفسيته, وثقته بها, وعلمه بأساليب المخابرات في إسقاط الضحايا, وقوة ارتباطه بالله, تحول بينه وبين الوقوع في جريمة العمالة ،حتى وإن أُجْبِرَ على فعل معصية, فإنها لا تكون دافعاً لكفره بالله, من خلال تعامله مع اليهود .
الترغيب:
أسلوب قديم يتم استخدامه من أجل حَْرفِ الشرفاء عن جَادَّةِ الصواب , والأمر لم يتوقف على عامة الناس بل تعداه إلى الأنبياء عليهم السلام.ومثال ذلك ما عرضته "قريش "على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- عندما استعدت لمنحه المُلك والمال والنساء مقابل تَرْكِهِ دَعْوََّتهُ فقال قولته الشهيرة:((والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تَركته حتى يظهره الله أو أهلِك دونه)).وما زال اليهود وأذنابهم يعملون على إسقاط مرضى النفوس وضعافها مقابل ثمن بخس, كإعطاء الهوية الإسرائيلية لشخص مقابل ارتباطه, أو إعطاء تصريح عمل, أو تصريح سفر من أجل الدراسة, أو التسهيل في الحصول على شهادات دراسية عليا لأصحاب المعدلات المنخفضة .ومن العملاء من باع نفسه مقابل تسهيل معاملات مالية أو أخذ رخص لكراجات, أو وكالات استيراد وتصدير, أو تخفيف الحكم على معتقل, أو الإمتناع عن هدم بيته 000إلخ.وهذا ما جعل التنظيمات المقاومة للاحتلال ترتاب عندما ترى شخصا ظهر عليه امتلاك المال الكثير من طرق مجهولة وغير ظاهرة.وكثيرٌ هم العملاء الذين تم كشفهم بهذه الطريقة؛ حيث كان منهم من باع أرضا لليهود سواء في الأراضي المحتلة عام (48) أو(67).ومنهم من امتلك المال من خلال توزيع المخدرات بناء على أوامر اليهود, وهناك من استجاب لإغراءات النساء الساقطات, وارتبط مقابل تسهيل عمليات الزنى أو الزواج من ساقطات مالكات للمال؛ إذا فسبب الارتباط هنا هو الرغبة في امتلاك المال و الجاه وتلبية الرغبات بأي ثمن, دون إعطاء أي وزن للدين, أو الوطن, أو القيم, أو روح الجماعة, وهؤلاء العملاء هم الأخطر لارتباطهم عن قناعة (وهذه من نتائج سوء التربية والإعداد) .
من هنا أقول إنه لا بد للمرء من عدم الرضوخ للإغراءات الدنيوية مهما اشتدت, وعليه أن يتقيَ الله و يعلم أن الارتباط مع اليهود كفر, وأن ما عند الله خير وأبقى .قال- عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه: { قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فاقرءوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍن [السجدة:17] } [رواه البخاري ومسلم وغيرهما].)) ،هذا في الجنة التي فيها المأكل, والمشرب, و الملبس, والحور العين، أما في الدنيا فالإنسان الشريف التقي يتمتع براحة النفس, واحترام الغير, ويمتلك حريته, وليس عبدا ليهودي مجرم ،وفي المقابل أعد الله للكافرين ومن يستجيب لإغراءات اليهود نار جهنم التي وصفها رب العزة قائلا: ((إنها ترمي بشرر كَالْقَصْر )) سورة المرسلات آية رقم 32
،أما في الدنيا فعلى الجميع أن يعلموا أن استجابة أي شخص لإغراءات اليهود لن تجلب له السعادة, بل على العكس من ذلك, ستجلب لهم التعاسة الدائمة و الكبيرة؛ وذلك لأن :
1- العميل يصبح كالعبد يُطَّبِق ما يطلبه اليهود منه, ولو على حساب نفسه وراحته .اعترف أحد العملاء قائلا: (كنت أخرج في منتصف الليل في البرد القارص, أجلس الساعات الطوال لأراقب شخصا ما, وعندما أحتج على ذلك أو أحاول التهرب, كانت المخابرات تهددني بالفضيحة, أو القتل, أو السجن, وأحيانا كانوا يُسلِّطون عليَّ قوات الجيش من أجل ضربي) .
2- العميل يبقى دائم القلق خوفا من غضب اليهود عليه, وخوفا من انكشاف أمره ومعاقبته من قبل أبناء شعبه, لا سيما أن الانكشاف أمر حتمي لا محالة .
3- هناك عملاء يُطلب منهم إسقاط محارمهم مثل: أخواتهم, أو بناتهم, ولا أعتقد أن هناك عذابا دنيويا أشد من ذلك .
4- من المؤكد أن المخابرات الصهيونية تبقى تضع العقبات في طريق عملائها؛ حتى يبقوا في حاجة دائمة لها ، ومن ذلك العقبات الاقتصادية, أو التهديد بالسجن بعد أن يكون العميل قد قام بمخالفات أمرته بها المخابرات.
إن المخابرات الصهيونية لا تطلب في البداية من الضحايا المراد إسقاطهم, سوى طلبات يراها الضحايا بسيطة مقابل ما سيتلقونه من خدمة ،وهذا أسلوب شائع في التعامل ويسمى الاستدراج؛ حيث يتم التعامل مع الضحية بطرق وخطوات محكمة و مدروسة, هدفها مسخ شخصية و نفسية الضحية, و توريطه تدريجيا ليصعب عليه التراجع مستقبلا, ويسهل عليه الهوان, لأن نفسه هانت عليه, فينطبق عليه قول الشاعر:
ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
(ولكن التراجع ليس مستحيلا وهو ممكن لمن صحا ضميره ) .وهذا ما أقره "بيري" في مذكراته عندما قال:(( إن المال يجعل طريق التراجع أصعب على العميل لكنه غير مستحيل )) صفحة( 25).والواقع أثبت أن هناك الكثير ممن تابوا وأنقذوا أنفسهم وأهليهم من مستنقع الخيانة .
فقد تبدأ طلباتهم بطلب معلومات عامة مثل: ذكر أسماء من يصلون الفجر في المسجد و أعمارهم, أو من يعطون دروس في المسجد, او معلومات عامة عن أحد المقاتلين كأسماء أهل بيته أو مكان سكنه, هادفين من وراء ذلك إلى وضع رِجل الضحية على الدرجة الأولى من سلَّم العمالة و الانحدار, مقابل إعطائه امتيازات كبيرة في البداية .وبعد ذلك تبدأ طلباتهم تكبر تدريجيا مع ازدياد أوراق ضغطهم على الضحية, سواء بالترغيب, أو بالترهيب, أو الإقناع . إضافة إلى استمرار استصغار الضحية للمعلومات التي يقدمها عندما يقيسها بما سبقها ،فمثلا من يخبر باسم شخص, يسهل عليه الإخبار بأسماء أصدقاء ذلك الشخص وتحركاتهم الروتينية ، ومن يفعل ذلك يسهل عليه الإبلاغ عن الأماكن, التي يرتادها المجاهدون والمناضلون وخاصة إذا قام ضابط المخابرات بإبلاغه عن بعض تلك الأماكن مدعياً أنه يعرف كل شيء, وما طلباته تلك إلا من أجل إقناع المسؤولين أنه شخص متعاون؛ لكي يوافقوا على إعطائه المال ، أو من أجل التأكد من المعلومات التي يمتلكها . وهكذا دواليك ( ومعظم تلك الأعمال تقوم المخابرات بتصويرها وتسجيلها دون علم العميل لتستخدمها للضغط عليه مستقبلاً ) .وتختلف خطوات التوريط من شخص لآخر؛ فالشخصيات ذات الموقع المرموق تختلف عن غيرها , ورد في إحدى الدراسات النص التالي: ((أن إسقاط الثقات في نظر المجتمع أهم في نظر المخابرات من جلب المعلومات في بداية الأمر , بمعنى أن المخابرات تفهم جيدا أن من الصعب العسير على الثقة أن ينتقل مباشرة إلى صفهم فيخون إخوانه وأعز الناس عليه وأحبهم إلى نفسه , ولذلك فإنها توهمه في البداية برضاها عما يفعل مهما قل وتبدأ الطلبات تزداد تدريجيا )) انتهى .
ومن المعلوم أنه لا يُطلب من عميل إسقاط غيره إلا إذا اعتاد على ممارسة الزنى, و اللواط, و الإضرار بالغير,ولا يُطلب منه إسقاط أهله إلا إذا فعل ذلك مع الغرباء عنه؛ لذلك لا بد من رفض مبدأ العمالة مباشرة عند طرحه مهما كانت الظروف والنتائج, و عدم تقديم أي تنازلات في هذا الشأن ، فمن الخطأ أن يقول الشخص سوف أُفكِّر, فكلمة كهذه ستدخل المرء في مشاكل كبيرة جدا, وقد تقوده إلى الارتباط لأن المخابرات و أذنابها سوف يُركِّزون عليه بشكل جنوني .وخطأ آخر قد يرتكبه البعض وهو قبول الارتباط من أجل خداع المخابرات كما فعل بعض الإخوة سابقا , إن مثل هذا العمل هو عمل جنوني سيقود فاعله إلى الهلاك, فالمخابرات ليست غبية حتى تُسلِّم ذقنها لعميل , وهي ستبقى تورطه تدريجيا دون أن يعرف شيئا يضر بها.
كلمات لا بد منها 1:
إن العمالة لليهود كفر, قال تعالى: (( ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم )) المائدة51، وإن مطالب اليهود من العميل لا تتوقف عند حد معين, فهي تبدأ من طلب المعلومة البسيطة في نظر الناس, وتتدرج حتى تصل إلى إسقاط الغير, وأحيانا إلى الزنى بالمحارم, و عمليات التصفية للمجاهدين؛ فالأصل رفض مبدأ التعامل مع اليهود وأعوانهم, مهما كان حجم الإغراء المقدم . وإن حصل ووقع الإنسان في الخطأ فعليه التوبة والرجوع إلى حضن دينه وشعبه المسلم. ولا تتحقق تلك العودة إلا بوقف تزويد اليهود بأية معلومة, ورفض تنفيذ طلباتهم, وإخبار المجاهدين بأية معلومات لديه ( الكلام كله يشمل الذكور والإناث ) عن شبكات الساقطين أو المنوي إسقاطهم ,وكذلك من تعرَّف على أسمائهم من الفاسدين أثناء عمله مع اليهود . وعليه تزويد المجاهدين والمعنيين بكل المعلومات التي أعطاها لليهود؛ حتى يأخذوا حذرهم . ولا بد له من الاستجابة لخطة الإصلاح التي تُوضَع لإصلاحه .
إن أولئك اليهود الذين يدعون أنهم يريدون الخير للضحية فإنما يدسون السم في الدسم, ويعملون كل ما بوسعهم من أجل تحطيم نفسية الضحية وتحويله إلى آلة يحركونها؛ لتحقيق أغراضهم الشريرة بعد أن يقوموا بخداعه . يقول" بيري" قائد "الشاباك" السابق في مذكراته صفحة( 15 ) :(( على رجل المخابرات أن يكون ممثلا راقيا بحيث لا يكتشف جمهوره حتى ولو أدنى زيف في أدائه )). ويضيف موضحا أحد أساليب الخداع التي يستخدمونها قائلا في نفس الصفحة:(( هناك خصلة أساسية يجب توفرها في رجل المخابرات وهي القدرة على إقامة صلة شخصية مع العملاء الذين يستخدمهم لأنه إذا ما افتقد هذه الخصلة فإنه سيجد صعوبة في إقناعهم بخيانة شعبهم ومحيطهم القريب ودائرتهم الاجتماعية )) .ولا يتوقف أسلوب خداعهم عند هذا الحد, حيث يقول "بيري" ص( 39 ): (( القاعدة تقول إنه لا يجوز لرجل المخابرات أن يبدي اهتماما بالغا بما يسمعه من العميل كي لا يترك لديه انطباعا بأن المعلومات التي قام بنقلها هامة للغاية )) . ولا شك أن هذا أسلوب ابتزاز رخيص لا يستخدمه إلا من ينظر نظرة احتقار لمن يعمل معه, وهذه هي نظرة اليهود للعملاء, فهم يهدفون إلى جعل العميل دائم الشعور بالنقص والتقصير, وهذا يؤكد ما قلته سابقا بأن اليهود ينظرون إلى غيرهم نظرة استعلائية, ويعتبرونهم خدماً ومُقصِّرين مهما عملوا.
ومن أساليب الترغيب و الإقناع المتبعة ادعاء اليهود أنه سيكون هناك شرق أوسط جديد ونظام عولمة, وستكون السيطرة فيه لليهود ورأس المال, و أن من يتعامل معهم سيكون له قدم السبق, وأنهم سيمنحونه الكثير من الميزات, و الرتب, و الأموال ( وأكثر ما يُتبع هذا الأسلوب مع الحكام والمسؤولين وأصحاب الرتب ) وللأسف فإن الكثير سقطوا بهذا الأسلوب, وأصبحوا يُروِّجون لتلك الأفكار على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات, ممن هم حُكَّام, وأذناب حكَّام, من المنتفعين, والعملاء, ومصاصي دماء الشعوب, والراقصين على جراحها, الذين ستكون نهايتهم ونهاية دولة اليهود على يد المجاهدين إن شاء الله. قال تعالى:((فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ولِيُتَبِّروا ما عَلَوْ تتبيرا )) الإسراء 7.
ولقد استطاع المجاهدون تحطيم نظرية الأمن الصهيونية, وقاموا باختراق أجهزة المخابرات المعادية, وقتلوا عدة ضباط مخابرات صهاينة, وهذا يثبت زيف أكذوبتهم المدعية أنهم الأقوى وأنهم لا يُهزمون . ولم يقتصر الأمر على ذلك, فاليهود لم يستطيعوا أن يحموا أنفسهم من ضربات المجاهدين التي طالتهم في كل الأمكنة, فمن لا يستطيع حماية نفسه فكيف له أن يحمي غيره؟! وخير شاهد على ذلك مئات العملاء الذين قُتِلوا على أيدي الشرفاء .
من هنا نؤكد أنه يجب عدم الانخداع بإغراءات اليهود وادعائهم بالتفوق والقدرة على حماية عملائهم .ومن الأمثلة الحية على تخلي اليهود عن عملائهم إذا دعا الأمر لذلك, قصة اليهودي الأمريكي الجنسية "جوناثان بولا رد" والذي تجسس لصالح "إسرائيل" ونقل أسرار مهمة لإسرائيل عن الدول المعادية لها بما فيها العراق؛ مما سهل على إسرائيل ضرب المفاعل النووي العراقي, واتخاذ الاحتياطيات اللازمة التي وفرت التفوق النوعي لإسرائيل على الدول العربية . وعندما استطاع البنتاغون الأمريكي اكتشاف هذا العميل في صفوفه قام باعتقاله, رغم عدم نقله أسرار تضر بالأمن القومي الأمريكي , ولقد تخلت إسرائيل عن هذا اليهودي حيث لم يخدمها عميل مثلما خدمها "بولارد" ونفى الموساد أي علاقة به حتى أنهم لم يُوكِّلوا له محامي دفاع, وبقي الأمر كذلك أكثر من عقد من الزمن, أي حتى أواسط التسعينيات, عندما بدأت حملة شعبية أجبرت حكومة "نتنياهو" على تبني قضيته (دون الإقرار أنه عميل), ولكنه ما زال حتى الآن وراء القضبان .(ويمكن الاستزادة عن الموضوع عند قراءة الكتاب الذي يتناول قضيته بالتفصيل ).
فإذا تم التخلي عن اليهودي, أفلا يتم التخلي عن أي إنسان آخر ؟؟وإذا تم التخلي عمَّن سلَّم معلومات بذلك الحجم, فكيف مع الآخرين ؟؟ ولإيضاح الصورة أكثر أنقل كلام"بيري" الذي ورد في كتابه الآتي لقتلك ( المذكرات ) صفحة( 146 و 147 )حيث قال: ((لقد انتابت الكثير من العملاء الكآبة والإحباط بعد وصولهم إلى إسرائيل , وفي أماكن مختلفة أشعرهم الجيران بأنهم غير مرغوبين رغم أنهم خاطروا بأنفسهم من أجل دولة إسرائيل , وفي بعض الأحيان كانت دائرة التأهيل تقرر تقديم علاج نفسي لبعضهم . وكانت هناك حالات لم يستطع فيها العملاء الصمود أمام المصاعب التي واجهوها في إسرائيل فعادوا إلى أماكن سكناهم في المناطق الخاضعة للسلطة رغم المخاطر التي سيواجهونها)) .ويضيف قائلا: (( لقد كان هناك موظف واحد في دائرة التأهيل لخدمة كل 50 عائلة من العملاء )) .
إن هذه الحقائق تكشف زيف كل دعاوى الترغيب المخابراتية, والتي وإن تحققت فإنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة, وستورد من انخدع بها موارد الردى, وستزجه في نار جهنم .ولم تتوقف هذه الممارسات المخابراتية المهينة على عملاء الضفة والقطاع, بل حدثت وبشكل أوسع مع عملاء جيش جنوب لبنان (لحد ) وما زالت حتى يومنا هذا, وستستمر ما استمر اليهود بالعمل الأمني .فما الأفضل جنة الرحمان أم نار اليهود ؟؟ وما الأصدق الأحداث الواقعية أم أكاذيب المخابرات الصهيونية ؟؟ .
الترهيب:
قال تعالى: ((الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) الانعام82 صدق الله العظيم. لقد حرص الإسلام على تحقيق الأمن الجماعي للمجتمع والشخصي للفرد ، وحرَّم الظلم والإرهاب للآمنين المتقين .ولكن اليهود حملة العقيدة الشاذة التي وضعوها لأنفسهم, يجعلون همَّهم إتعاس البشرية وسلبها أمنها؛ من أجل السيطرة على خيرات الأرض, واستعباد البشر, وتسخيرهم لخدمة الأغراض الصهيونية .فاليهود لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة, ولا يقيمون حرمة لدين, أو عرض, أو نفس, أو مبدأ ديني, أو إنساني .فنراهم يستخدمون أبشع الوسائل وأقذرها من أجل إرهاب ضحاياهم والضغط عليهم ، ويبتكرون من الأساليب الشيطانية ما يأنف التفكير به أسوأ الناس من غير اليهود .قوم كهؤلاء كيف يمكن أن نثق بهم و بوعودهم وسلامهم المزعوم ؟؟؟
إن من أقوى الأسلحة في يد اليهود سلاح الترهيب والضرب على وتر الخوف بشتى جوانبه ( الخوف على الحياة, أو الأهل, أو المال, أو السمعة, أو الميّزة, والمركز…إلخ ) واستغلال أي جوانب ضعف في شخصية الضحية المستهدفة , إن الإنسان الخائف يكون ضعيف التركيز وعلى استعداد أكبر لتلقي الإيحاء والأوامر والاستجابة للضغوط . وبما أنه لا يمكن استخدام هذا الأسلوب إلا إذا تمكنت أجهزة المخابرات من الحصول على المستمسكات اللازمة في عملية الترهيب, فإنهم يبثون عيونهم في كل مكان من أجل إحضار الوثائق, أو الصور, أو التسجيلات الصوتية, أو المعلومات, التي تمكّن اليهود من استغلالها بهدف الضغط على الضحايا ، وكما أسلفنا سابقا فإن ارتياد الأماكن المشبوهة والفاسدة, وممارسة الرذيلة كالزنا, واللواط, وشرب الخمر, والمخدرات والسرقة 000الخ, تُسِّهل على اليهود عملية امتلاك تلك الأدلة .
ومن شدة حرص اليهود على نشر الفساد فإنهم لا ينتظرون حدوث الأخطاء ليستغلوها, وإنما يسعون لنشر الفساد, ونصب المصائد للضحايا, وإجبارهم على ارتكاب الفواحش, وتصويرهم, أو تسجيل أصواتهم, أو اعتقالهم,أو التضييق عليهم اقتصادياً, من أجل ممارسة الضغوط عليهم لحملهم على الارتباط الأمني (العمالة), مستخدمين من أجل تحقيق ذلك الكثير من الأماكن وأبشع الوسائل .
وهذه جملة من القصص الحقيقي مختصرة بشدة, أُورِدُها للتدليل على مدى حقارة اليهود ومن يوالونهم, ولتوضيح أساليبهم في امتلاك أوراق الضغط .
قصص واقعية3 :
لقد اعترف أحد العملاء انه تم اعتقاله ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشرة من عمره وذلك عام( 1989)م وسِيقَ إلى مركز للجيش في مستوطنة "بركان", وأثناء استجوابه هناك أحضروا له كأس ماء (أو مشروب آخر )فشربه وتم تخديره , ويضيف : استيقظت بعد مدة .وفي اليوم التالي جاءني ضابط المخابرات وأظهر لي صورا أبدو فيها مع شخص غريب يمُارِس معي اللواط بأوضاع مقززة .فانهار الضحية نفسيا مما سهل على ضابط المخابرات إسقاطه بعد تهديده بالفضيحة.(هذا دليل من الأدلة على أن المستوطنات هي مواقع عسكرية ومواقع إفساد). وكان الصواب أن يقوم هذا الغلام بإخبار أهله بما حدث فتنتهي المشكلة , ولكن من المؤسف أن بعض أولياء الأمور تكون علاقاتهم مع ذويهم علاقة الحاكم والمحكوم؛ مما يضع حاجزا بينهم ويحول دون أن يُصارِحَ المخطىء وليَّ أمره مخافة العقاب الشديد , وهذا من أسوأ وأخطر أساليب التربية .
القصَّة الثَّانية:
اعترف أحد العملاء بأن المخابرات طلبت منه إسقاط زوجته التي لم تتجاوز العشرين عاما فوافق على ذلك؛ لأن نفسه اعتادت على الفجور جراء مرور سنوات على ارتباطه.فبدأ ذلك العميل بإحضار عدة عملاء آخرين إلى منزله ليسهر معهم, ويجعل زوجته تخدمهم, ويخرج ويتركهم معها, فراودوها عن نفسها فرفضت, فقاموا بإجبار زوجها الساقط الذي حضر وإياهم ذات ليلة وسهروا حتى آخر الليل, وقبل ذهابهم قاموا باغتصاب جماعي للزوجة بمساعدة زوجها وصوَّروها وحاولوا بعد أيام الضغط عليها, وحاول زوجها الساقط إقناعها بالارتباط إلا أنها رفضت وذهبت إلى بيت أهلها وأخبرتهم ( وهذا ما أكده شقيق الضحية ).التي أيقنت أن عذاب الدنيا لا يُقَارَنُ بعذاب الآخرة وعذاب وذل الارتباط مع اليهود.
القصَّة الثَّالثة:
يقول أحد العملاء إنه ذات يوم دخل الجيش منزله وفتشوه واعتقلوا الأب وبعض أبنائه, وفي التحقيق اتهموه بحيازة أسلحة والعمل ضد الصهاينة, وادعوا أنهم وجدوا في منزله أسلحة ومتفجرات, وقاموا بتوقيعه على أوراق باللغة العبرية, وبعد ذلك هددوه أنهم سوف يهدمون منزله ويعتقلونه هو وأبناءه إذا لم يرتبط معهم, فخضع ورمى بنفسه في هاوية العمالة .وهذا أسلوب يُستخدم مع المجاهدين والمناضلين.ولكن الواقع يُبرهِن أن الارتباط لا يُنقِذ العميل من قضاء السنوات الطوال داخل السجن في أسوأ الظروف, وهذا ما يحدث مع العملاء في غرف العصافير, أو زنازين التحقيق, أو في غرف الشرفاء.
القصَّة الرَّابعة:
لقد استغل اليهود الأمور الإنسانية في الضغط على الناس, كما حدث مع أحد الأشخاص, الذي مرض ابنه مرضا عُضَالاً فنقله إلى أحد مستشفيات اليهود للعلاج فطلب منه المستشفى مبالغ طائلة لا يملكها, فجاءه ضابط مخابرات وساومه على علاج ابنه مقابل ارتباطه مع المخابرات, أو بقاء ابنه دون علاج ينتظر الموت, فرد ذلك الشخص قائلا: ((لن أخون الله ورسوله مهما تكن النتائج)).
تلك جملة بسيطة من القصص الحقيقي, التي تُبين مدى حقارة اليهود،ولا يفوتني هنا أن أُشدِّد على ما يلي :
1-لم أسمع طوال السنين السابقة أن قام اليهود بنشر أي صور لأي ضحية رفض التعاون معهم, وأعتقد أن سبب ذلك هو عدم رغبة المخابرات في كشف عملائهم الذين ساعدوهم في فعلتهم, إضافة إلى عدم رغبتهم في حرق أقوى أسلوب لديهم يخدعون به الجهلة, وحرصهم على عدم إثارة الموضوع؛ لكي لا تكون هناك حملات توعية لعامة الناس أو أي تبعات أخرى .
2- اليوم بالإمكان دبلجة الصور بأي هيأة كانت, فيمكن وضع رأس أي شخص على جسد آخر, وهذا عَمِلَ على إفشال أسلوب الضغط من خلال الصور؛ لأنه ببساطة يمكن التشكيك في صحة الصور, والقول إنها صور مدبلجة .
3- إن فضيحة الدنيا مهما كَبُرَتْ فهي لا تُقْاسُ بفضيحة الآخرة ، وعذاب الدنيا مهما اشتد فهو هَيِّنٌ أمام عذاب الآخرة .
4-إن ارتباط الإنسان خوفا على نفسه أو أهله من الفضيحة لن ينفعه ،لأنه سيتم اكتشافه لا محالة وستكبر فضيحته أضعافا مضاعفة ،فحتمية انكشاف العميل أمر لا نقاش فيه .
5- من يرتبط حرصا على نفسه أو أهله سيجد يوما أنه ورط نفسه وأهله ( إن ارتبطوا ) في مشاكل كثيرة, على رأسها الكفر بالله والذل في الدنيا والآخرة .
6- إن الجريمة الأخلاقية مثلها مثل جريمة شرب الخمر, أو عقوق الوالدين, أو السرقة 000إلخ كل تلك الجرائم تقدح في إيمان مرتكبها, وكلها حرام شرعا, ولكن باب التوبة مفتوح لمن أراد, وكم هم الذين ارتكبوا مثل تلك المعاصي ولكنهم بعد توبتهم أصبحوا من الأفاضل, وأصبحوا يحظون بكثير من الاحترام والتقدير, بعكس من دفعتهم تلك المعاصي على الارتباط ؟
7- إن نشر أي صورة هو دليل براءة لصاحب الصورة؛ لأنه لوكان ارتبط لما نُشِرَتْ صورته .
كلماتٌ مُهمَّةٌ 2 :
قال تعالى: ((إنما ذلكم الشيطان يُخوِّف اولياءة فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين ))ال عمران 175 .ليعلم الجميع أن الرد الأمثل (والصواب وحده فقط )على أي أسلوب ضغط هو الرفض المطلق والمبدئي للارتباط ، وعدم إظهار الخوف و الجزع مهما كان حجم الضغوط؛ لأن الله هو النافع والضار ،قال -عليه الصلاة السلام- لابن "عباس": ((يا غلام احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسال الله, وإذا استعنت فاستعن, بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, وان اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،رُفعت الأقلام و جفت الصحف )) الترمذي .
أحد الضحايا قام ضابط المخابرات بإخراج صور لتهديده بها, فما كان من ذلك الشاب إلا أن قال لضابط المخابرات: (( أنا على استعداد لإعطائك ثمن تلك الصور التي ستوزعها وكذلك أنا مستعد لنشرها معك) ) فَجُنَّ جنون الضابط ولم يعد يعرض الارتباط على ذلك الشخص مطلقا .
إن إظهار الخوف نقطة مهمة في صالح المخابرات اليهودية, تدفعهم إلى مضاعفة الضغط على الضحية؛ من أجل إجباره على الارتباط ، وإن القبول بإعطاء اليهود أية معلومة حتى ولو كانت معروفة ومشهورة بين الناس مقابل تخفيف الضغط والتهديد هو خطأ جسيم؛ لأنه يشير إلى إمكانية التنازل أمام الضغوط, وكثيرا ما يقود إلى الارتباط أو مواجهة صعاب أكبر؛ لأنه يعني الخضوع للضغط ونجاح أسلوب المخابرات .
وأكرِّر مرة أخرى القول إن عدم الخوف والقيام بالرفض المطلق للارتباط هو السبيل الوحيد للنجاة . وهنا لا بد من قيام الضحية بإخبار المجاهدين عن المصيدة التي وقع بها, ليتمكن المجاهدون من مساعدته, ومعاقبة العملاء الذين ساعدوا اليهود .
إن أقصى ما سيهددون به لا يُقاس مع عذابات الدنيا التي يواجهها العميل ( فكيف بعذاب الآخرة )؟. لقد ورد في العدد الأول لمجلة "السعادة "وعلى لسان أحد العملاء أثناء عقد لقاء معه قوله: ((طمعت بتقليد الأفلام فأسقطتني في العماله وجريت وراء الدخان والبانجو فدفعت ثمنه وهو حرماني من إكمال دراستي الجامعية وتسبب في قتل أبي ( حيث أصابت أبي جلطة قلبية ) وأمي تتمنى لنفسها الموت بعدما أقعدتها الصدمة وتتمنى موتي, وابني الصغير يطلق عليَّ الرصاص في اليوم مئة مرة بكلامه ( بابا متى ستخرج من السجن لماذا ينادونني بابن العميل ) وسكت لينفث دخان سيجارته ليكمل, وبنت عمي ربما تطلب مني الطلاق لترتاح من عاري وأنا أتمنى الموت لأرتاح من المجتمع, هذا هو الرصيد الذي حصلت عليه من وراء سقوطي في العمالة)) . وقبل أن نغلق باب سقوطه ختم لقاءه بمد حبال النجاة من السقوط للشباب فقال: (( أعْطُوا الطفل الحق في أن يُعبِّر عن مشاعره, وعايشوا همومه وأفراحه, وقبل أن تعاقبوه أفهموه الخطأ من الصواب وراقبوه )) .
وما سبق ليس سوى نموذج واحد حول حجم المعاناة التي يعيشها العميل, الذي يفرض عليه الواقع أن يعيش ازدواجية مقيتة وقاسية, في الشعور والحركات والتصرفات؛ مما يُدخِله في حالة تجاذب وصراع نفسي عنيف.
ثالثاً: الإقناع :
وهي عملية تقوم على الربط الجدلي بين أسلوبي الترغيب والترهيب من جانب, ومن آخر تقوم على عمل منهجي قائم على خلق القاعدة الفكرية الميسرة لانسلاخ المستهدف عن ثوابته الدينية والوطنية, وتمرده على عاداته وتقاليده الأصيلة , وإقتناعه أن مصلحته الشخصية هي الهدف الأعلى الواجب العمل من أجله .وأن الارتباط لا يُشكِّل ضررا عليه بل يُنقِذه من المصائب, ويُلِّبي له الرغبات .إن ربط المستهدف او ألضحية بالميزان المادي المصلحي وإقصاء عن الميزان الديني والوطني والمبدئي من أهم أهداف المخابرات؛ لأنها تعتقد أن العميل المجبر لن يؤدي كل ما يُطلب منه بالكامل, ولن يكون لديه دافع المبادرة الذاتية في خدمة مُشغِّليه اليهود , وتبقى لديه القابلية للتوبة وتنفيذ مطالب شرفاء شعبه .يقول" بيري" صفحة (136) :(( لقد أثبتت التجربة أن العميل الذي يجند مكرها لا يمكن الاعتماد عليه في توفير كامل المعلومات )) , وأضاف: (( لقد اعتمدت طريقة إقناع الند للند )) والمقصود في عملية التجنيد أو ترسيخ الارتباط .
لقد ذكر الكثير من العملاء أن أسلوب الإقناع لا يتوقف عند قبول الارتباط, بل تزداد حدته رويدا رويدا, متخذا أشكالاً متعددة, منها :
1- عقد اللقاءات الثقافية المتكررة مع العميل كل حسب وضعه, ويكون ذلك من قبل متخصصين أكاديميين, من: علماء النفس, والتاريخ, والاجتماع, من أجل إجراء عملية مسح دماغ للعميل, وتعميق قناعات معينة تخدم اليهود .
2- تلبية العديد من رغبات العميل في البداية؛ لإقناعه أن هذا المسلك سَيُحقِّق له المكاسب .
3- التشكيك بالعقيدة والدين الإسلامي .
4- إظهار اليهود أنههم أصحاب حق, وأن العرب هم المعتدون .
5- عرض الأفلام الوثائقية التي تُظهر قوة اليهود وتفوقهم, ومقارنتها بالضعف العربي.
6- إقناع الضحايا أن اليهود متغلغلون في صفوف الشعب والتنظيمات, وأنهم مسيطرون على مسرح الأحداث العالمية, عن طريق اللوبي اليهودي في العالم, وذلك من خلال عرض الأفلام, وآراء الحكام العرب, والشخصيات الأخرى المخدوعة .
كل ذلك يُساهِم في عملية غسل الدماغ المنهجية, والتي نجحت مع الكثير من العملاء المباشرين, وبعض العرب المنخرطين في أجهزة الأمن الصهيونية .
إن مواجهة هذا الأسلوب تعتمد مباشرة على مقدار الوعي الذي يمتلكة الإنسان, مما يُلزِم المعنيين القيام بواجبهم من أجل بث ذلك الوعي .


أهداف المخابرات ومحيط عملهم
لقد ورد في إحدى الدراسات النص التالي:
في الحقيقة, إن الإسقاط غاية وهدف, وليس وسيلة لتحقيق غاية؛ فلو كان الإسقاط وسيلة لجمع المعلومات لاكتفت المخابرات بعشرات يتم انتقاؤهم وتجنيدهم ليُتموا الهدف, وهذه حال كل مخابرات العالم, إلا أن اليهود هم الأكثر تطبيقا لذلك, فلم نسمع أن دولة أو جيشاً قاما بمحاولة إسقاط شعب بأكمله إلا اليهود, فهذا الكم الهائل من المحاولات لإسقاط من يمكن إسقاطه من أبناء هذا الشعب, تجعلنا ندرك أن اليهود أخس خلق الله من البشر الذين تربوا على مبادئ التلمود والتوراة, اللتين تُصوِّران لهم أنهم شعب الله المختار, و أن ما عداهم حمير سخرهم الله لهم, فلا حرج ولا إثم من قتلهم, أو السيطرة عليهم, أو انتهاك حرماتهم بكل وسيلة تُتاح لهم , فالإسقاط غاية وهدف على قاعدة إسقاط من يمكن إسقاطه, فمن لا تكسبه في صفك تُحيِّده عن الصراع على أقل تقدير؛ لهذا وجدنا في محيط عمل المخابرات للإسقاط دائرة واسعة جدا تشمل كل الشعب, بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى (رغم قلة نجاحاتهم في هذا المجال ) فهم يُركِّزون عملهم على(الفئات المستهدفة بكثرة) :ـ
(1) الأيتام الذين فقدوا آباءهم منذ الصغر ولم يجدوا من يعتني بهم ويرعاهم, فهاموا على وجوههم؛ ما أدى بهم إلى التشرد والانحراف الخُلقي, ووقعوا ضحية السرقة, والزنى, والمخدرات, فالتـقطتهم عصابات الإجرام اليهودية والعميلة, وجندتهم لخدمة مآربهم الدنيئة .
(2) المطلقات اللواتي تركهن أزواجهن ولم يرحمهن المجتمع الذي دَبَّ فيه الفساد, فأطلق الناس عليهن الشائعات, فأصبحن صيدا سهلا للانحراف .
(3) الأرامل اللواتي تُوفيِّ أزواجهن, ووجدن أنفسهن في ظروف مشابهة لظروف المطلقات, واضطرهن المجتمع أو الحال إلى إعالة أولادهن فوقعن في حبائل الشيطان.
(4) العائلات اللاتي أجبرتها الظروف الاقتصادية الصعبة إلى تعويض ما فاتهم من بحبوحة العيش, من خلال الاكتساب بالوسائل الخسيسة, فانتهوا إلى حيث انتهى غيرهم من المتساقطين .
(5) الشباب المنطوون على أنفسهم الذين لم يستطيعوا تحقيق ذواتهم, فبحثوا عن هذه الذات في الضياع, فأوصلهم إلى التردي والسقوط.
(6) الانتهازيون الذين لا يهمهم إلا الوصول إلى المنصب والشهرة والرئاسة والوجاهة, مهما كانت الوسيلة لمثل هذا الوصول, فوجدوا حياتهم في المخابرات, لكي تضعهم في المكان الذي سعوا من أجله, ولو كان الثمن هو السقوط والخيانة .
(7) المستهترات اللواتي خدعهن المظهر, واعتقدن التحرر بالتعري وارتياد صالونات الزينة والأزياء والفحش؛ فقادهن ذلك للارتماء في أحضان الخنازير .
(8) العائلات والعشائر والحمايل التي تطمع في رئاسة مجلس قروي, أو بلدي, أو عضوية بلدية, أو منصب صغير؛ مما يدفع البعض إلى الوقوع في براثن الوحوش .
(9) بعض الذين رضوا السقوط المُهِين مقابل مصالح دنيوية مثل تصريح عمل, أو جمع شمل, أو رخصة سيارة, أو رخصة لمحل تجاري, أو تصريح للاستيراد والتصدير, وغير ذلك من الأمور التافهة , وهناك الكثير مما يجعلنا ندرك يقينا أن الإسقاط لدى هؤلاء الخنازير هو غاية بحد ذاته, يستخدمون لتحقيقها كل وسيلة قذرة .
الأماكن ا لمستخدمة في الإسقاط
إن اليهود لا يتورعون عن استخدام أي مكان يُتاح لهم في عمليات الإسقاط؛ لأنهم لا يُقيِمون حرمة لأماكن العبادة, وأماكن العلاج, والبيوت 000إلخ .وإن عدم قدرة اليهود على استخدام تلك الأماكن بأنفسهم دائما؛ بسبب عدم قدرتهم على العيش أو التقدم بدون غيرهم, كما أخبر رب العزة عندما قال:( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ))ال عمران 112 جعلتهم يلجأون إلى حبل الناس؛ لأن حبل الله قد انقطع عنهم, كما أخبر رب العالمين.
والعملاء هم الحبل الذي يُغذِّي اليهود ويدعم مقومات صمودهم وتفوقهم, فإذا تم قطعه سَهُلَ بعد ذلك إفناؤهم والقضاء عليهم .
ولقد استخدم العملاء واليهود أماكن كثيرة لإسقاط ضحاياهم منها :
أولا :أماكن العمل التي يملكها العملاء أو اليهود:
ففي تلك الأماكن يشترك العملاء و اليهود في عمليات الإسقاط, التي تتخذ عدة أشكال منها طلب المعلومات مقابل إبقاء العامل يعمل وعدم طرده ،وقد يعمد اليهود وأعوانهم إلى إغراء العمال بالزنى في أماكن العمل المختلطة ، أو تعويد العامل على تعاطي المخدرات والخمور ، وكل ذلك يُسهِّل على المخابرات استخدام أساليب الترغيب و الترهيب من أجل إسقاط الضحية . ولا شك أن العاملات يكون أسلوب إسقاطهن أسهل سواء من خلال الخداع, أو الترغيب, أو الزنى و التصوير, أو الاغتصاب . وهذا لا يعني بحال أن كل من يعمل عند اليهود يصبح عميلا, فعلى العكس من ذلك فإن معظم العمال لم يرتبطوا, والقلة الشاذة هم من باعوا أنفسهم . ولتفادي الوقوع في ذلك المنزلق لا بد من عدم الاستجابة لأي ابتزاز, حتى ولو أدى ذلك إلى ترك العمل؛ لأن الرزق بيد الله ،وينبغي تجنب العمل في الأماكن المختلطة, كما ولا بد من عدم الإنجرار وراء أي إغراءات جنسية, وعدم تعاطي المخدرات والكحول؛ وبذلك يتم إفشال أساليب اليهود بسهولة .
أما بالنسبة للنساء فلا بد من عدم ذهابهن للعمل عند اليهود ، وإن حدث (وهو خطأ) فينبغي أن تبقى النساء معا, ولا تذهب إحداهن مع صاحب العمل إلى أي مكان مُنعزِل مهما كان .
قصة: تحدثت إحدى الضحايا قائلة: (تزوجت من شاب من مدينة غير التي أسكنها, وبعد عدة أسابيع من زواجي, طلب مني زوجي أن اذهب للعمل في الزراعة مع أمه وأخواته عند اليهود ،فرفضت ذلك لأننا غير معتادين على ذلك ، ولكن مع اشتداد ضغط زوجي وأهله وافقت على ذلك, وبعد عدة أيام من العمل جاءني صاحب العمل وطلب مني الذهاب معه لتنظيف منزله فرفضت ولكن والدة زوجي (حماتي ) طلبت مني الاستجابة وألحت في ذلك, فذهبت معه وتكرر ذلك عدة مرات, وبدأت أشعر أنه يتحرش بي جنسيا, فأخبرت حماتي فهونت الأمر وطلبت مني الاستمرار في الذهاب معه ، وذات يوم عاد إلى المنزل بعد عدة ساعات من عملي فيه وبدأ التحرش بي بشكل مكثف وطلب مني الزنى, فرفضت بشدة وقمت بتهديده فأخرج لي صور بعض العاملات معنا وهن يمارسهن الفاحشة معه ، ورغم ذلك رفضت إطاعته فطردني من العمل), ( قد تكون الصور مدبلجة) .
صالونات التَّجميل :
هناك بعض الصالونات التي يمتلكها عملاء وعميلات, ويتم من خلالها إيقاع عدد من النساء بعد تخديرهن وتصويرهن أثناء اغتصابهن, وتسليم تلك الصور للمخابرات من أجل الضغط عليهن ، وعاده ما يتم التخدير من خلال المشروب أو العطر, وهذا غير مقتصر على "فلسطين" فقط, فهو أسلوب مُنتهَج في كافة مواقع عمل اليهود. ومن أجل عدم الوقوع في تلك المصائد ينبغي عدم ذهاب المرأة إلا إلى صالونات تمتلكها الشريفات المعروفات, ولا بد من ذهاب أكثر من امرأة معا .وإن حدث وشربت المرأة شيئا وشعرت بأي تغير على حالتها الجسمية أو العصبية, فعليها أن تفعل كما فعلت إحدى النساء التي قالت: ((ذهبت أنا وابنتي الصغيرة إلى كوافيرة وأثناء عملها أسقتني كوبا من العصير وبعد مدة بدأت أشعر بالدوار وسمعتها تكلم شخصا عبر الهاتف, فدخل الشك في قلبي, فخرجت من المحل مباشرة أنا وابنتي رغم الدوار والنعاس الذي أشعر به ، واتصلت بزوجي الذي جاء وأخذني للمنزل, وأخبرته بما حدث فأخبر المجاهدين الذين اكتشفوا أن ذلك المحل وكر إسقاط )) .والهواتف النقالة يمكن الاستعانة بها في هذه الظروف الصعبة . وفتاة أخرى تم تخديرها وتصويرها وبعد ذلك هدَّدها ضابط المخابرات وأطلعها على الصور فقالت له: (( افعل ما بدا لك فلن أتعامل معك حتى لو ألصقت صوري على الجدران )) ، وخرجت من عنده وأخبرت أهلها, ونال العميل جزاءه, أما هي فتزوجت شاباً من خيرة الشباب .
مشاغل الخياطة :
ليس كل مشغل خياطة وكر إسقاط, ولكن حدوث ذلك ولو مرة واحدة يُحتِّم علينا الحديث عن ذلك المكان, فمن الممكن أن يتم استغلال مشاغل الخياطة من خلال :
1- إقامة علاقات غرامية بين صاحب العمل أو أحد موظفيه مع إحدى العاملات وتطورها وحدوث الزنى, والتهديد به بعد التصوير إن كان عميلا .
2- وضع كاميرات تصوير صغيرة داخل غرف تغيير الملابس أو الحمامات, والتصوير أثناء استحمام العاملات .
3- حدوث عمليات إدمان على المخدرات, من خلال وضع المخدرات في الشاي, وبعد الإدمان تتمُّ المساومة على الارتباط .
وحتى لا يقع المحظور وتحلَّ المأساة, يجب ألاَّ تذهب الفتاة للعمل داخل مشاغل خياطة أصحابها فاسدون أو من يعملون معهم .ولا بد من عدم اختلاط الرجال بالنساء وخاصة حدوث الخلوة ، وعلى الفتاة ألاَّ تخلع ملابسها داخل المشغل لأي سبب كان, مثل: الحمام ,أو قياس ملابس داخلية 000إلخ.وإن شعرت الفتاة بأي شيء غير طبيعي كتحرشات داخل المشغل, أو تغير عام على الصحة, أو بوادر الإدمان على مشروب أو رائحة, أو بدء دخول أحد الرجال عند النساء ومحاولة إقامة علاقات معهن ، فعلى الفتاة ترك العمل وإخبار أهلها بذلك وهم – بدورهم- يخبرون أولي الأمر . وأن حدث ووقعت إحدى الفتيات في مصائد العملاء, فيجب عليها فضحهم وعدم الخضوع والارتباط .
بيوت المشعوذين :
لقد حذَّر الرسول- صلى الله عليه وسلم- من الذهاب للمشعوذين فقال: (( من أتى عرَّافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد )), والعراف هو الذي يتعامل مع الجن, ويطلب منهم تقديم بعض الخدمات لزبائنه .
ولقد استغل اليهود رغبة بعض الناس في التعاطي والتعامل مع العرَّافين, فقاموا بإسقاط الكثير من الحجَّابين الذين – بدورهم- يعملون على إسقاط من يستطيعون من زوارهم ، سواء عن طريق اغتصاب النساء أثناء الخلوة بهن بعد تخديرهن ، أو الادعاء أن الجن قد حضروا, وأن المراة يجب أن تكون على جنابة بعد الجماع, وإلا فعلوا بها الأفاعيل, كما حدث مع إحدى الساذجات ووافقت ،وأحيانا تكون العرَّافة امرأة فتطلب من زائرتها التعري بحجج واهية, ويتم تصويرها بعد ذلك .
ومن المعلوم أن من يذهبون إلى الحجَّابين يبوحون بأسرارهم وخصوصياتهم, التي إن وصلت للمخابرات, فسيقومون باستغلالها أسوا استغلال للضرر بمن تخصهم تلك المعلومات . ولقد تم كشف وتصفية الكثير من العملاء الحجَّابين .وإن الطريق الأمثل لإفشال مخططاتهم هو عدم الذهاب إليهم مطلقا .
وسائل الاتِّصال :
قد تلعب البلفونات والتلفونات و الإنترنت دورا كبيرا في عمليات إسقاط الشباب والفتيات, من خلال مساهمتها في عمليات الفساد الأخلاقي, التي يتم تغذيتها من خلال المراسلات, والاتصالات الفاجرة, أو مشاهدة الأفلام الخليعة, وقراءة المجلات الساقطة عبر الإنترنت ، من هنا لا بد من تحذير وتنبيه النفس والغير حول خطر تلك الأجهزة, إذا لم تُستعمل حسب الأصول وبضوابط .
ولقد نشرت إحدى الصحف الصهيونية أن الموساد قام بفتح موقع على الشبكة العنكبوتية لتقبل طلبات للعمل معه, من خلال توفير فرص عمل في مرافق عديدة مقابل العمل مع الموساد, واستغلال تلك المواقع لتحقيق الهدف. وكان ذلك بداية عام (2004)م.
فأصحاب مراكز الإنترنت عليهم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع أي مُتصفِّح من الدخول إلى المواقع الفاسدة, وكذلك من لديهم تلك الخدمة داخل البيوت . أما التلفونات المنزلية فمن الجيد وضعها في الصالة من أجل الاطلاع على أيَّة اتصالات داخلة أو خارجة؛ حتى لا يُسمح لأي فاسد باستغلال طيش أو جهل أي شاب او فتاة داخل المنزل . إضافة إلى أنه من المعلوم أن باستطاعة الأعداء مراقبة أجهزة الاتصالات؛ ولذلك لا بد من عدم ذكر أي قضايا حساسة ومهمة خلال الاتصالات الهاتفية؛ حتى لا يتمكن الأعداء من معرفة أي معلومة قد تُفيِدهم في خططهم الإجرامية الرامية إلى إسقاط الشرفاء .
مراكز التَّحقيق:
يُعدُّ هذا الموقع مَرْتَعَاً خصبا في حربه ضد القوى الإيجابية والفاعلة على الساحة الفلسطينية, سواء كانوا أشخاصا أو تنظيمات، وكان من ضمن هذه الحرب هجمة الإسقاط المبرمجة, التي أخذت طابعين في هذه المواقع, وهي:
1- اعتقال من أجل الإسقاط أو تأكيده حيث تقع تقديرات هذه الأجهزة اللعينة على فرد معين, ربما أُجرِيَت في حقِّه عدة محاولات إسقاط إلا أنها لم تنجح, فيتم اعتقاله لتوفير الأجواء الأنسب للضغط عليه والتحرك ضده .
2- اعتقال على قضايا وطنية, واستغلال نقاط الضعف, التي قد تُصيِب المعتقل أثناء التحقيق, وإسقاطه والدخول إليه من خلالها، وهي :
أ- الخوف من قضاء فترات طويلة في السجن.
ب- وجود الشذوذ الجنسي أو الميل الجنسي غير المنضبط, وعرض مغريات على المعتقل ووقوعه فيها.
ج- ضعف الشخصية وضعف الموقف, وبالتالي التعرض لعمليات الاغتصاب سواء من عملاء أو مجندات .
د- استغلال مشاكل قد تظهر بين معتقل وغيره من المعتقلين لأسباب معينة, ثم عرض الارتباط عليه تلبية لدافع الانتقام .
وكثيرا ما يقوم ضابط المخابرات بطلب الارتباط من المعتقلين, مقابل تخفيف الأحكام التي قد تصدر بحقهم, أو مقابل الإفراج عن احد أفراد العائلة, أو الامتناع عن هدم بيت المعتقل إذا كانت تهمته كبيرة.
إن تلك الوعود المعسولة التي يُقَّدمها ضابط المخابرات للمعتقل ما هي إلا وعود مكذوبة, والواقع خير دليل على ذلك, ومن دخل المعتقلات والسجون فإنه يكون قد شاهد الكثير من العملاء الذين يعملون داخل غرف العصافير, ويعيشون أوضاعا مزرية ، ومنهم من يتم وضعه داخل زنازين التحقيق فترات طويلة, ويُطلب منه استدراج أبناء شعبه وأخذ المعلومات منهم، وآخرين يُزَجُّ بهم بين الشرفاء وتكون مهمتهم تنغيص حياة المعتقلين, من خلال افتعال المشاكل, ووضع الأوساخ, ونقل الأخبار لليهود, أو محاولة معرفة بعض المعلومات من أحد السجناء. ولا يهم اليهود مدى المشقة والعناء والخطر الذي ينتظر العملاء أثناء أدائهم مهماتهم الحقيرة تلك, وهذا خير دليل على كذب ضباط المخابرات. وفوق هذا وذاك فان غضب الله على العملاء, ونار جهنم المُتَحفِّزة للقائهم, تفوق كل أصناف المعاناة التي ستواجههم إذا رفضوا الارتباط, و إن الجواب المُنَجِّي والأمثل الذي يجب أن يقوله المعتقل لضابط المخابرات: لن أرتبط مهما كانت النتائج.
البعثات والمعسكرات الشَّبابيَّة المُختلَطة :
والمقصود بالاختلاط هنا هو الاختلاط بين المسلمين والكفار, أو بين الرجال والنساء .فمنذ عام( 1995 )م بدأ تنظيم الرحل والبعثات المختلطة بين الفلسطينيين واليهود, بإشراف ما يُسَّى بحركات" السلام "الآن", أو "التعايش بين الشعوب" ( وهي حركات محاربة للثقافة الإسلامية )وتحت أهداف مصطنعة كاذبة مثل: التعايش, والتطور, والتقدم, واكتساب الخبرات, وصناعة جيل مُتحضِّر, وكأن الإسلام لا يمنح معتنقيه التقدم والازدهار .( مع أن الهدف الحقيقي هو الإسقاط الفكري أو الأمني ، وإلا فكيف نُفسِّر تبرير جرائم رابين واعتباره شهيد سلام وقيام العشرات من أبناء الوطن بالمشاركة بمسيرات الشُّعل التي تقام في ذكرى مقتله) !!!!!!
في تلك المعسكرات يجتمع اليهود والمسلمون صغار السن, تحت إشراف ضباط المخابرات الصهاينة المًتجنِّسين بجنسيات متعددة, والمُنتحِلين صفات مرشدين ومرشدات, ومشرفين ومشرفات, ويعملون على غسل دماغ الشباب المسلم من كل فكر إسلامي, ويزرعون بدلاً منه أفكار الانحلال, والكفر, والخيانة .ففي اليوم الذي استشهد فيه الشيخ" صلاح شحادة "ومن حوله من نساء وأطفال, قام التلفاز الإسرائيلي في نهاية نشرة الأخبار ببث خبر عن معسكر شبابي صهيوني فلسطيني مُقام في أوروبا يضم شباب وشابات من "الضفة" "وغزة" ويهود من محتلي "فلسطين" , تم بَثَّ صورهم بلباس البحر شبه عراة وهم يسبحون معا ، كما تمَّ إجراء لقاءات معهم ولم نسمع منهم أي استنكار لمجزرة" غزة" وكأنهم لم يعودوا مسلمين أو فلسطينيين , رغم أن الصهاينة وصفوا جهادنا بالإرهاب في تلك المقابلة ونالوا من شهدائنا .
إن النتيجة الحتمية لمثل تلك المعسكرات هي إفراز جيل مُنْحَلٍّ مُتَنَكِّرٍ لدينه ووطنه, مقتنع بالفكر الصهيوني ،بحيث يتم اختيار أعداد منهم ورعايتهم تحت أعين المخابرات الأمريكية واليهودية, وتذليل العقبات أمامهم, وتلميعهم إعلاميا؛ من أجل أن يُمسِكوا بمقاليد الأمور, ويتحكموا بمصائر الشعوب, ويتحولوا إلى سيوف مُسْلَطَةٍ على رقاب المسلمين كما هو الحال الآن .
إن الواجب الديني ثم الوطني يفرض علينا عدم الانخداع بالشعارات التي تُروِّجها تلك الجمعيات والجهات ، وعلينا عدم القبول بإرسال أبنائنا وبناتنا إلى تلك المعسكرات المفسدة .
إضافة إلى واجب توعية الناس من خطر الانزلاق في تلك الحفر المُهلِكة, والتي هي أماكن محبَّبة ومراتع خصبة للإسقاط الفكري والنفسي, أو حتى الارتباط ، وعلى كل جهة وطنية وإسلامية رفض الانخراط في تلك النشاطات المحرمة مهما كانت المبررات .
أما بالنسبة للمعسكرات الداخلية التي لا تضم يهودا, فيجب الاَّ يحدث فيها اختلاط بين الشباب والشابات؛ لأن اختلاط الرجال بالنساء في تلك اللقاءات حرام شرعا ومفسدة كبيرة . كما لا بد لمناهجها وأن تنسجم مع الثقافة الإسلامية .
وإنه ليس من العسير علينا إقامة المعسكرات الهادفة والمفيدة والمتطورة , وهذا ما يحدث باستمرار.
أماكنٌ أخرى :
هناك جملة من لأماكن مثل: المدارس, أو العيادات, و المستشفيات, و الاستوديوهات, والأسواق, والملاهي, ومحلات بيع الملابس, تُستخدَم بكثرة من أجل إسقاط النساء, من خلال بناء العلاقات الغرامية معهن, وتصويرهن أثناء الزنى أو أثناء العلاج . أو اغتصاب الفتيات اللواتي ينتقلن مع سائقين مشبوهين دون محرم أو مجموعة من النساء . وأحيانا يلجأ العميل الذي يعمل داخل مقصف المدرسة إلى دَسِّ المخدرات في المشروبات, أو رَشِّهِ على الزهور وإعطائه للطلاب والطالبات, وبعد الإدمان تتم المساومة على الإسقاط أو الفساد الخُلقي.ومن أجل محاربة أولئك الأنجاس يجب :
1- عدم ذهاب النساء إلى أطباء غير ثقات, ولا بد من وجود محرم, والأصل الذهاب إلى طبيبات ثقات .
2- عدم التنقل في الطرق الخالية دون محرم, وهذا ينطبق على السيارات كذلك .
3- عدم إقامة أية علاقات غرامية مع أيٍّ كان؛ فهذه تصرفات منافية للدين والأخلاق, وقد تقود إلى السقوط الأخلاقي أو الأمني أحياناً .
4-إذا شعر أحد ما بإدمانه على أي مشروب أو رائحة يُقدِّمها شخص آخر, فعليه التوجه إلى الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة, لكشف سر هذا الإدمان, واتخاذ الإجراءات الضرورية للعلاج وكشف العملاء .
بعض القصص :
الأولى :ذهبت فتاة لتعلم الخياطة عند امرأة أخرى, وذات يوم تركتها المرأة وخرجت, وبعد قليل دق جرس الباب, ففتحت الفتاة ودخل شاب, وسأل عن تلك المرأة,: فردت الفتاة قائلة لقد خرجت قبل قليل, ولا أدري متى ستعود, ولكنه بدأ التحرش بها ففتحت الفتاة الباب وخرجت مسرعة, فكانت تك الحادثة سببا في كشف وَكْرِ إفساد.
الثَّانية
يقول أحد العملاء: كانت الفتيات يأتين للتصوير, فأُصْعِدُهُنَّ واحدةً واحدةً إلى غرفة التصوير, وأحتج هناك أن الفتاة لم تأخذ الوضع المناسب وأبدأ أُمرِّر يدي على جسمها بحجة تصحيح وضعها, وتكون كاميرا سرية تصور, وأحيانا أطلب منها تغيير فستانها, وأخرج والكاميرا تُصوِّر, وأحيانا أُخدِّرها وأزني بها .
الثَّالثة:
كانت هناك ممرضة تستغل عملها في تصوير النساء وهن عاريات, وتُسلِّم الصور للمخابرات .
إن ما نلاحظه بجلاء أن التركيز يكون على التصوير, وبعد ذلك التهديد؛ ولذلك لا بد وأن أؤكد مرة أخرى على أنه أصبح الآن بالإمكان- وبسهولة - دبلجة الصور أي سهولة تكذيب صحة الصور ، إذن لا أعتقد الآن أن من يرتبط يكون سبب ارتباطه التهديد بالصور وإنما لسوء تركيبته النفسية, ورغبته في الارتباط لتحقيق مصالح ذاتية فقط, كامتلاك المال, والمنصب, ورد الأذى عن نفسه أو أهله .وإن أشد ما قد يواجه الفتاة البكر هو اغتصابها فعليا, وتهديدها بالارتباط مقابل تزويجها من أحد العملاء للتستر عليها, لأن أي شخص آخر سيتزوجها سيكتشف أمرها ويرميها بالزنى , ومن الممكن كذلك تهديد أهل فتاة بنفس الطريقة, والطلب من ولي أمرها الارتباط مقابل تزويجها بمن سيتستر عليها .
إن هذا الأسلوب- ورغم شدة وقعه على النفس - ليس مبررا للسقوط, وإن القيام برفض الارتباط وإبلاغ ذوي الشأن بالأمر, هو طريق النجاة الوحيد, وإن مثل هذه الفتاة ستجد من الشرفاء من يسترها .وإن بقاء الفتاة عزباء لا يُقارن خيره بجزء من سوء الارتباط .
عمل المخابرات في الجامعات:
إن هذا الموضوع على درجة عالية من الأهمية؛ ولذلك أفردت له عنوانا خاصا, وإن كنت لن أُسهِب فيه كثيرا, إلا أنني سأبين الإطار العام لذلك العمل .
لماذا التَّركيز الكبير على الجامعات ؟
1-كون الجامعات أكبر تجمع شبابي في الوطن, ويجمع بين الجنسين من كل المناطق, والشرائح الاجتماعية, والمشارب الفكرية, والالتزامات السياسية, وهذا التنوع يُسهِّل على المخابرات عملها, ويجعل فاعليتها أكبر.
2- لقد أثبتت أحداث الواقع أن القيادات الشابة والفاعلة وفي شتى أشكال العمل التنظيمي, تخرجت وانطلقت من الجامعات, واكتسبت خبرتها في تلك الأروقة؛ مما جعل الجامعات على رأس سلم المواقع المستهدفة صهيونيا واستعماريا .
3- إن الجامعات هي الحاضنات التي تُخرِّج القيادات العسكرية والأمنية, وهي الرافد الأساسي الذي يمد تلك الأذرع بالمجاهدين والمناضلين .
4- إن الجامعيين هم من يُوجِّهون حركة الشارع ويُؤثِّرون في توجهاته, من هنا كان لا بد للمخابرات أن تحاول التأثير في أولئك الجامعيين بشكل أو بآخر وحسب استطاعتها .
لهذه الأسباب الرئيسة وغيرها؛ أفرد الشاباك ضابط مخابرات خاص لكل جامعة, ولم يجعلها تابعة لضابط مخابرات المنطقة, وهذا ما أوضحه المعتقلون, ومن يتم طلبهم للمخابرات .
الأهداف العامَّة لعمل المخابرات في الجامعات:
1-كشف ومراقبة نشطاء التنظيمات, ومحاولة استكشاف توجهاتهم .
2- إيجاد أبواق مروجة لدعاوى الفساد والانحلال من طلبة أو أساتذة الجامعات؛ حتى تكون تلك الأفكار مقنّعة بالوجه العربي جهلا أو ارتباطا مما يسهل عملية انتشارها .
3- المساهمة في تأجيج الخلافات الفصائلية؛ لإلهاء الطلبة عن واجباتهم الجهادية والنضالية .
4- اختراق التنظيمات ومعرفة أفرادها وأساليب عملها .
5- القيام بعمليات الإفساد الخُلقي والإسقاط الأمني .
الفئات المستهدفة وأشكال استهدافها:
إن كل فئة سأتطرق إليها تشمل كلا الجنسين, وسأحصر تلك الفئات بفئتين, هما: الأساتذة: والطلاب .
فئة الأساتذة :
وتشمل العاملين في الحقل الإداري كذلك ويمكنني تقسيم هذه الفئة إلى عدة شرائح هي :
1- عامة الأساتذة والعاملين, والذين لا يُشكِّلون خطرا مباشرا مُتحرِّكاً على الاحتلال, رغم خطرهم غير المباشر والفوري على الاحتلال, وهؤلاء هم الشريحة الأكبر, حيث أنهم من غير المنخرطين في الأذرع التنظيمية الخطيرة العسكرية منها والمالية والإعدادية المباشرة .
إن هذه الشريحة كغيرها تبقى تحت نظر الاحتلال, ولكن المخابرات لا تعمل على الاحتكاك المباشر بها غالباً, سواءً بمحاولة الإسقاط, أو الاعتقال, أو غير ذلك, كونها تعتقد أن مثل هؤلاء قد ينضمون إلى الاتجاه الآخر إن فشلت محاولات إسقاطهم, عدا عن كشف عامليها الذين سيتورطون في تلك المحاولات الفاشلة , فهذه الفئة من شبه المستحيل استجابتها لعروض المخابرات, وبالتالي فالمخاسر الصهيونية فادحة دون جني مرابح , وهذا ما يُفسِّر إحجام المخابرات عن خوض هذه المغامرة الخطرة والخاسرة .
2- فئة المقتنعين بالفكر الغربي غير المنسجم مع الفكر الإسلامي, والداعين المنظرين لتلك الأفكار والدعاوى التي تضرب ثقافة الشعب المسلم, وتهدم كثيرا من عاداته وتقاليده ,كفكرة الحرية الشخصية بثوبها الانحلالي, والدعوة إلى وحدة الأديان , وضرورة القبول بالكيان الصهيوني كأمر واقع, والدعوة إلى التعايش السلمي معه, ومحاربة كل مقاوميه .. وغيرها من الأفكار الهدامة التي يسعى الاحتلال والاستعمار إلى نشرها وتجسيدها على أرض الواقع . وأولئك الممارسون للحكم التسلطي والدكتاتوري والمنظِّرون من أزلام النظام.
إن هذه الفئة وإن قل عددها إلا أن أضرارها كبيرة على الدين والشعب لارتدائها الثوب العربي وقناع التحضر والواقعية حسب زعمها,وإن المخابرات الصهيونية لا تُمارِس أي ضغط عليهم من أجل إسقاطهم امني؛ لأن ما يقومون به يصب في خانة الأهداف العامة لليهود, وإن أي تعرض لهم سيخرجهم من وهمهم بأنهم يتحركون منطلقين من مصلحة الوطن, وبالتالي سيتوقفون عن إفسادهم؛ ولذلك فتركهم يهدومون دون تدخل أفضل بكثير,و‘ن أقصى ما يمكن أن تقوم به المخابرات هو فتح المجال أمامهم للتقدم من خلال السماح لهم بالسفر لإكمال تعلمهم أو حضورهم للمؤتمرات والورش التدريبية, كما أنها تفتح أمامهم آفاق التعاون مع مراكز البحوث والدراسات الصهيونية داخل وخارج "فلسطين" .ومن الممكن فتح المجال أمامهم بالارتقاء في السلم الإداري, من خلال تفريغ الطريق أمامهم باعتقال منافسيهم, أو منعهم من السفر لغابة إكمال تحصيلهم العلمي وهذا أمر جلي .
إن هذه الفئة بعملها غير المنطلق من منطلقات دينية, وغير المحتكم لضوابط صحيحة, والمقلد للسيء من الطروح الغربية, تعتبر مِعْوَلَ هدم فكري واجتماعي وسياسي, لهذا فإنه من الواجب تقديم النصح والإرشاد لهم والحوار العلمي الذي يُظِهر خطأهم الفكري أو المنهجي وأضرار ما ينفذونه ,فإن عادوا إلى رشدهم فبها ونعمت وإلا فعلينا عدم تأييدهم, أو تمجيدهم, أو تقديم الدعم لهم, كما ولا بد من دَحْضِ دعواهم بالبرهان والحجة وتعرية أُطروحاتهم, وإظهار أخطائها دون التعرض للأشخاص .
3- فئة الأساتذة والعاملين من المؤطَّرين تنظيميا, والعاملين الفاعلين في إدارة دفَّة الصراع, والموجهين لبوصلة العمل الجهادي والنضالي, والأمثلة على ذلك كثيرة جدا .إن هؤلاء الأبطال يقعون ضمن دائرة الاستهداف المباشر والمركز من قِبَلِ المخابرات الصهيونية؛ وذلك من اجل تحييدهم والقضاء على خطرهم . ومن أهم الأساليب المعتمدة في مقاومتهم ما يلي :
أ- القيام باغتيالهم كما حدث مع الدكتور الشهيد "عبد العزيز الرنتيسي" .
ب- القيام بعمليات اعتقال واسعة في صفوفهم وهذا ظاهر للعيان .
ت- الإبعاد عن أرض الوطن, ومن أبرز تلك العمليات عملية الإبعاد إلى" مرج الزهور", التي طالت أكثر من أربعمائة مجاهد, أكثرهم من طلاب وأساتذة الجامعات, ولكن صمود المجاهدين أدى إلى عودة معظمهم والحمد لله .
ث-التضييق الأكاديمي والمالي عليهم .
ج- تشويه سمعتهم وبث الإشاعات حولهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا, مستغلين حقد البعض من الجهلة والوصوليين عليهم.ومن أخطر ما قد يُستخدَم في هذا المجال هو استهداف أحد أفراد عائلة المستهدف وبالذات أحد الأبناء, ومحاولة إفساده أخلاقيا أو إسقاطة امنيا, فان نجحوا في ذلك فسيقومون باستغلال الأمر للضغط على المستهدف الرئيسي ( الأستاذ)؛ من اجل وقف نشاطه او يقومون بفضحه؛ من اجل ضرب سمعة تنظيمه .
4- المستهدون من أجل ألاسقاط, وهؤلاء يتم تحديدهم بناء على توفر أسباب السقوط المباشرة فيهم , كالرغبة في تحقيق مصلحة ذاتية مهمة مثل: السفر لإكمال التعليم, أو الخوف من فضيحة معينة واهتزاز المركز الأكاديمي والاجتماعي إذا كشفت ,أو الرغبة في القبول للدراسات العليا رغم عدم وجود الأحقية في ذلك ,أو الرغبة في امتلاك المال ورفع المستوى الاقتصادي .
ولقد ذكر أحد الأساتذة الثقات قصة حدثت معه قائلاً: ((( لقد تم طلبي إلى المخابرات وانأ في رسالة الماجستير, وكنت حينها مدرسا وأرغب في إكمال الدكتوراه , استغربت في البداية من الطلب وسببه فأنا لست نشيطا سياسيا , وكان الاستغراب أكبر من العرض حيث كان ملخصه إكمال الدراسة على حساب المخابرات مقابل الارتباط, وعندما رفضت بشدة فاجأني بعبارته التي ما زال صداها يتردد في داخلي حتى الآن, حيث قال: بدكش بلاش في غيرك كثير قبلوا, ولقد كذبته ولكن عندما شاهدت البعض ممن لا يؤهلهم معدلهم للدراسة يمتلكون أعلى الشهادات بدأت أتساءل )) .
إن وجود مثل نقاط الضعف تلك أو الرغبات لا يعني سقوط أصحابها, ولكنها تكون دافعا لمحاولة المخابرات الضغط عليهم من خلالها, رغم عدم نجاحها في معظم الحالات.
5- فئة العملاء وهي موجودة وللأسف وإن قل عددها بشكل كبير جدا إلا أن خطرها فادح, ويجب ملاحقتها واجتثاثها, وعدم إعطاء الحصانة لأي فرد جراء وضعه الأكاديمي, وإنما نحكم عليه بناء على مسلكياته .
إن مثل هذه الفئة يكون منوطا بها مهام كبيرة وخطيرة, ولا يكون الهدف من أعمالها نقل بعض التحركات لبعض الطلبة ,فهؤلاء يسعون ليكونوا في مراكز التأثير الثقافي, والسياسي, والفكري, والاقتصادي, والإداري, ليساهموا بفاعلية في تحقيق أهداف الاحتلال ومنها اختراق التنظيمات .وإن المخابرات الصهيونية تقوم بإمدادهم بكل ما يحتاجونه من دعم مالي, أو إعلامي, أو علمي, فلا تتورع في جعل بعض مراكز بحوثها المتعددة المواقع تزود هؤلاء العملاء بدراسات أو بحوث بحيث ينسبونها إلى أنفسهم . كما وأنها تساعدهم بإسداء النصائح لهم وتوجيه بعض حركاتهم ؛ليظهروا أنهم أهل العلم والاختصاص, المستحقون لقيادة دفة الأمور في المواقع الموجودين بها . بهذا الإجمال أكون وضعت الإطار العام لعمل المخابرات تجاه المحاضرين والعاملين في الجامعات .

شريحة الطُّلاب والطَّالبات:
وهي الشريحة الأكبر والأهم والأخطر؛ فالشباب هم وقود معركة التحرير, ويمتلكون من الطاقة والعلم والرغبة في العمل الشيء الكثير؛ لذلك فإننا نلمس وبشكل واضح شراسة الهجمة المخابراتية على هذه الفئة .
إن المخابرات دائمة التطوير لأساليب العمل ضد هذه الشريحة , إلا أن من أخطر ما يمكن أن تقوم به :
1- عمليات الاعتقال والاغتيال للنشطاء المجاهدين والمناضلين .
2- محاولة بث الأفكار الانحلالية بشتى السبل .
3- التضييق الممنهج ضد بعض الطلبة؛ من أجل تحييدهم ودفعهم إلى تجنب العمل التنظيمي, سواءً كان ذلك من خلال طلبهم الدائم لمقابلة المخابرات .أو مداهمة سكن الطلاب, أو التضييق عليهم في الطرقات, أو منعهم من السفر …إلخ .
4- العمل على نشر الرذيلة بين بعض الطلبة من خلال أصدقاء السوء, أو أماكن السكن التي يسكنها العملاء, أو المقاهي الفاسدة .
5- ومن أخطر ما يمكن أن تقوم به المخابرات هو تشكيل ما أطلق عليه اسم التنظيم الوهمي الخاص بالشباب والشابات . هذا أسلوب بدأ في أوائل عام( 1995)م وبدأ بعد ذلك يتطور ويتخذ أشكالاً عدة , وما زال الكثير من الشباب والشابات يقعون في هذا الفخ, ويدفعون إما أرواحهم أو أجمل سني عمرهم جراء تلك الخديعة . والسؤال المطروح هو كيف يحدث ذلك؟
إن عمليات الاعتقال التي طالت عشرات الآلاف من أبناء شعبنا المجاهد, خلقت لدى اليهود تصوراً عن آليات عمل التنظيمات في تجنيد المقاتلين,وإن كثرة عدد الراغبين باللحاق بالعمل الجهادي والنضالي أدخل اليهود في حالة رعب دائم . وصعَّب عليهم مهمة مراقبة كل هذه الجموع من الطلبة وتحديد من هو صاحب الحماس الأكبر, من أجل الانخراط في سِلك العمل الاستشهادي .
من هنا رأت المخابرات أن أفضل السبل للحد من هذا الخطر هو الدخول إلى محيط هؤلاء المتحمسين, وكشف من هو الأكثر تحمسا للعمل الجهادي والنضالي أو للاستشهاد.فبدأت المخابرات بتجنيد عملاء لها للقيام بأدوار المناضلين ومسئولي الخلايا العسكرية, وبعد اصطياد مجموعة من المتحمسين وخداعهم وإخبارهم أنهم يعملون مع الجهاز العسكري تتم تصفيتهم أو يجري اعتقالهم .
ومن أجل الحيلولة دون الوقوع في هذه المصيدة يجب على الشباب والفتيات أن يكونوا على اطلاعٍ واسع بأساليب عمل التنظيم الوهمي . ولقد قام أبناء "حماس" في السجون والمعتقلات بإعداد الدراسات القيّمة حول هذا الموضوع , ولكنَّ ذلك لا يمنع أن أذكر بعض النقاط المهمة حول الموضوع, والتي من أهمها :
أ- عادة ما يتم عرض التجنيد من قِبَلِ أُناس غير معروفين بشكل جيد للشخص المستهدف,وكثيرا ما يتم ذلك من خلال الرسائل المغلقة وبشكل مريب .
إحدى الفتيات المتحمسات كانت عائدة إلى سكنها ليلاً فإذا بملثَّم يعطيها رسالة مغلقة ويذهب مسرعا , وعند وصولها للسكن فتحت الرسالة, فإذا بها عرض للعمل العسكري, وتم تحديد موعد وكان للقاء بها, وكُتِبَ رقم هاتف نقال للاتصال عليه وكان الموعد بعد أسبوع فذهبت ولم تجد أحدا , فدخل الشك إلى قلبها فتوجهت إلى احد شباب الجامعة الثقات وأخبرته بالأمر , وبعد التحقق تبين أن هذا العرض جاء من التنظيم الوهمي .
أحد الشباب جاءه عرض مماثل ولكنه كشفه, لأنهه يعمل مع التنظيم وأخبر إخوانه بالأمر فأكدوا له أن ما حصل هو من التنظيم الوهمي .
ب- في الغالب تكون أماكن اللقاء أماكن يسهل على المخابرات حمايتها, وتكون قريبة من أماكن تواجد الجيش مثل: الطرق الالتفافية, أو المناطق الواقعه خارج المدن, أو على حدودها,وأحيانا تتم مشاهدة الجيش من مكان اللقاء .
ت- عادة ما تكون طلباتهم تتمحور حول جمع المعلومات عن الراغبين في العمل العسكري أو الاستشهادي بالذات؛ وحتى تنظيمهم وذلك من أجل اعتقالهم أو اغتيالهم .
ث-كثيرا ما يطلبون معلومات عن العملاء الموجودين في المنطقة؛ وذلك من أجل معرفة مدى انكشافهم .
ج- والأهم في الأمر أنهم لا يقومون بإجراءات عملية من أجل تنفيذ عمليات ضد اليهود, كالتدريب على السلاح, أو صنع المتفجرات, أو إعطاء السلاح للشاب, أو غير ذلك من خطوات عملية .
ح- تستمر مماطلتهم شهور كثيرة جدا؛ لان هدفهم ليس مقاومة الاحتلال, فهم الاحتلال .
إن هذه الأمور الحساسة التي ذكرتها لا ينبغي لها أن تُدخِلنا في حالة من الهوس وفقدان الثقة .ولكن يجب أن تضيء لنا الضوء الأحمر؛ ليأخذ كل إنسان حذره فلا يتعامل مع غرباء, ولا يكشف أسرار إخوانه, ولِيَقومَ بعمل اختبارات صدق لنوايا من جَنَّدوه ولا يقبل أي عملية ربط تنظيمي من خلال الانترنت أو الاتصالات حتى ولو كان المصدر موثوق لأنها ستكون مراقبة. .
6- تقوم المخابرات بغض الطرف عن أنشطة الفاسدين أخلاقباً وسلوكيا؛ لتنتشر عدواهم, وقد تعمل على دعمهم بصورة غير مباشرة .من خلال تسهيل تنقلاتهم, أو تسهيل قبولهم في الجامعات الأجنبية إن أمكن ذلك .
هذه المعلومات الموجزة عن عمل المخابرات في الجامعات, تعطي فكرة عامة عن الموضوع, ولا بد من الاطلاع على كل الدراسات التي تتطرق لهذه القضية الخطيرة .
المهام الَّتي يقوم بها العملاء
قبل البدء بالحديث عن المهام التي يقوم بها العملاء, لا بد من التركيز أخي القاريء على أنك سوف ترى أن هناك من الأعمال ما هو مشترك بين العملاء والشرفاء الجهلة ؛ لذا لا بد من التفريق بين هؤلاء وأولئك ، كما ينبغي على كل شريف ألاَّ يقوم بالأعمال التي يقوم بها العملاء, وعليه أن يربأ بنفسه عنها؛ حتى لا يٌتهَّم في شرفه, ولا يكون عونا لأعداء الله عن غير قصد .
ما يقوم به العملاء من أعمال تُعبِّر عن بشاعة الأساليب التي تستخدمها المخابرات مع العملاء ، ومدى الإذلال الذي يواجهونه بعد موافقتهم على الارتباط, ومدى الانحطاط النفسي الذي يصلون إليه ؛ لأن أي إنسان يملك إرادته يربأ بنفسه عن القيام بتلك المهام . والإنسان الحر لا بد وأن يملك إرادته, وعلى من سلبت منه تلك الإرادة أن يُعيِدها, ولو كلَّفه ذلك دفع حياته ثمنا .إن اليهود مفسدون في الأرض ويحتقرون الجنس البشري من غيرهم؛ مما يدفعهم إلى فعل كل قبيح ، وإن من أهم ما يأمرون به عملاءهم ما يلي :
بث الإشاعات :
وهو أسلوب مُتجدِّد يتقنه اليهود ويتفَّننون به ويدفعون أعوانهم إلى إنفاذِه في واقع الحياة ؛ هادفين من وراء ذلك إلى خلط الأوراق, ونشر الرذيلة, وبث الفتن ، وهذا ما وضحناه بإسهاب سابقا . فحري بنا جميعا ألاَّ ننجر وراء الإشاعات, ولا نعمل على المساعدة في بثها من أجل التسالي وحب الكلام؛ لأن وَزرَهَا عظيم وضررها فادح .
نقل المعلومات إلى الأعداء :
وهذا من أهم ما يطلبه اليهود من عملائهم؛ لأن المعلومة هي اللبنة الأساسية التي تُصاغ بناء عليها الخطط والإستراتيجيات الدفاعية والهجومية . وكلما كانت المعلومة دقيقة وحجمها كبير, كلما زادت الخطط العملية ونتائجها دقة وفاعلية, وهذا ما لمسناه- بجلاءٍ -في انتفاضة الأقصى وما سبقها. فلولا دقة المعلومات التي ينقلها العملاء لضباط المخابرات الصهاينة, لما نجحت عمليات اغتيال المجاهدين والمناضلين, ولفشلت عمليات الاعتقال, والهدم, والتدمير, وحتى نغلق هذا الشريان الرئيسي لليهود, لابد وأن نعلم أساليب العملاء في جمع المعلومات, والتي من أهمها :
1-كلام عامة الناس :وهو المصدر الأكبر الذي يُغذِّي العملاء بالمعلومات, وهو ما نطلق عليه الثرثرة, فإذا أردت أخي المسلم ألاَّ تُشارِِك في عمليات اعتقال أو اغتيال المجاهدين عن غير قصد, فعليك التزام أمر الرسول (عليه الصلاة والسلام)القائل: ((امسك عليك لسانك )), ويجب عليك عدم تداول أو ذكر المعلومات المتعلقة بأسماء, أو أعمال أو تحركات, أو علاقات المجاهدين والمناضلين, أو أماكن سكنهم؛ لأن تلك المعلومات سِرٌ لا يجوز تداوله ، كما ولا بد لك من عدم محاولة معرفة مالا يعنيك من معلومات.
2- المشاهدات العامة : وذلك من خلال رؤية المسلحين في المسيرات . أو التحركات العلنية غير المحسوبة للمقاتلين .
3- من خلال المراقبة والتَّنصُّت : حيث يعمد العملاء إلى رصد ومراقبة أشخاص بعينهم, أو أماكن وتجمعات وجمع معلومات عنها, أو أخذ صور لها .وإن إفشال عمليات المراقبة ليس بالأمر العسير إذا تم اتخاذ الإجراءات الأمنية الخاصة بتلك المسألة, وهي إجراءات يعرفها المعنيون بدقة .
4- من خلال الاستدراج الكلامي؛ حيث يعمد العملاء إلى سحب المعلومات من السذج والجهلة من الناس مهما كانت مواقعهم ومستواهم العلمي والمهني ، ويتخذ ذلك أشكالا عدة؛ منها :طرح موضوعات للنقاش, أو ذكر مواقف وأسماء أمام من يريدون استدراجه ومحاولة زَجِّهِ في الكلام؛ ليسهل عليهم أخذ ما يريدونه من أخبار.ويتم ذلك أحيانا من خلال الاستفزاز عن طريق شتم أو ذم جهة معينة أو شخص محدد . ويتعدى الأمر ذلك إلى بناء علاقات جيدة مع من يُظَن أن لهم صلة بالعمل الجهادي والتنظيمي؛ من أجل كسب ثقتهم وبعد ذلك استدراجهم؛ لذا على كل منا أن يعلم أن الثقة لا تُبِّرر الكلام, والسر لا يجوز إفشاؤه إلا لذوي العلاقة المباشرة .
5- من خلال الانخراط في التنظيمات ومجموعات العمل الجهادي والنضالي ،وإفشال مثل هذا الأسلوب يقع على عاتق التنظيمات, التي ينبغي عليها وضع القواعد والضوابط, التي تظهر مدى صلاحية الشخص لعمل معين .
بيع الأراضي لليهود :
إن الاحتلال الصهيوني لأرضنا هو استعمار استيطاني إحلالي, يهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها؛ وامتلاكها من بحرها إلى نهرها؛ ولذلك انتدب اليهود عشرات العملاء ليعملوا على شراء أراضي المواطنين, وبعد ذلك بيعها لليهود, وهذا ما حدث فعلا .ولقد أفتى علماء المسلمين جميعا بحرمة بيع أي ذرة من تراب "فلسطين" لليهود من بحرها إلى نهرها, وأخرجوا من الملة كل من أباح بيعها أو تمليكها لليهود, أيا كانت مبرراته, وأوضاعه ورتبه .ولا يحق لأي شخص أو هيئة أو حزب تمليك اليهود جزءا من "فلسطين "أو تشريع احتلالهم لها .
إسقاط الغير :
لقد بينا سابقا طبيعة الدور القذر الذي يلعبه العملاء من أجل إغراق غيرهم في وحل الفساد والعمالة, سواء كان ذلك بالفعل المباشر أو المساعدة المستورة. ومقاومة هذا الأمر لا يكون إلا بفضح العملاء وأساليبهم, وإنزال أقصى العقوبات بهم, وعدم الانجرار وراء ما يروجون له ،وعلى كل شريف مقاطعة الأماكن الفاسدة التي يرتادونها, والإبلاغ عنهم ذوي الشأن فقط؛ ليتسنى معالجة أمرهم بالشكل الإيجابي .
نشر الفساد والمخدرات :
قال تعالى عن اليهود ومن والاهم: (( ويسعون في الأرض فسادا )) . إن الطبيعة العدوانية لليهود تجعلهم يبذلون قصارى جهدهم من أجل نشر الفساد والمخدرات؛ وذلك لإرضاء حقدهم؛ وَحَرْفِ الناس عن دينهم وأخلاقهم, تمهيدا لإسقاطهم وسحقهم. من أجل ذلك نرى أنهم يستعينون بالعملاء لنشر ثقافة الفساد ، ونشر المخدرات, وشرب الخمور, وارتكاب الفواحش, وبث الفكر الإباحي, وتسفيه القيم الدينية, وتقديس القيم الغربية .فاليهود يغضون الطرف, ويساعدون تجار المخدرات, ويأمرونهم بالفعل إذا كانوا عملاء مباشرين, ويدعمون بيوت البغاء, ويرفعون من شأن تجار الأعراض .
من هنا نقول, إن على كل من يُساعِد على نشر تلك الفواحش ولم يكن عميلا أن يُقلِع عنها؛ حتى لا يتم تسويقه مع فئة العملاء ، كما لا بد من عدم الانخداع بالمظاهر والشعارات الكاذبة الضالة, التي تسمح بتجارة الخمور باسم حرية العمل, وتجارة البغاء باسم الحرية الشخصية .ومن أبى أن يرتدع عن إتيان تلك الفواحش, فيجب مقاطعته هو ومن يدعمونه مهما كان وضعهم ومستواهم, إضافة إلى ضرورة الأخذ على يد كل مفسد.
القيام بمهمات الجيش القتاليَّة :
وذلك من خلال المشاركة في عمليات الاعتقال, أو الاغتيال, او من خلال الإرشاد, أو حمل السلاح .إضافة إلى أعمال التخريب والنهب والسلب؛ الهادفة إلى إثارة الفوضى والمشاكل بين الناس .
تطبيق المخطَّطات الصُّهيونيَّة:
إن المخططات الصهيونية واسعة وكبيرة, وتهدف إلى تهويد الأرض والإنسان في محيطنا بأكمله, وذلك من خلال السيطرة الفكرية والسياسية والاقتصادية على الوطن العربي والإسلامي, سواء كان ذلك بالدخول العسكري للأرض واحتلالها, أو الاختراق باسم السلام, والاتفاقيات الدولية, والتعاون المشترك . وهذه مخططات تحتاج إلى عملاء على مستوى عال جدا من صناع القرار.وتلك الفئة ينبغي للشعوب عدم موالاتهم, أو الالتزام بقراراتهم الهادفة إلى تهويد الأرض والإنسان .
العمل في غرف العصافير :
وهذا من أخطر الأعمال التي يقومون بها .وهناك عدة دراسات تناولت الموضوع يجدر الرجوع إليها .
كيف نواجه الهجمة ؟؟
رغم تغطيتي للموضوع سابقا, إلا أنني أود التركيز على جملة من القضايا, وهي :
1- ضرورة نشر الوعي الأمني من خلال توزيع الدراسات الأمنية, وعقد الحلقات الدراسية .
2- الابتعاد عن أماكن الفساد وأصدقاء السوء .
3- تربية الأبناء على موائد القرآن, وربطهم بالمراكز الإسلامية .
4- ضرورة بناء الشخصية القوية القادرة على المواجهة .
5- عدم الانخداع بأكاذيب اليهود وأعوانهم, ومن يُروِّجون لما يُسمَّى بالسلام الدائم .
6- ضرورة الضرب بيد من حديد كل من يُساهِم في إعانة اليهود .
7- أهمية قيام كل من يتعرض لمحاولات إسقاط بإبلاغ أهل الشأن من شرفاء شعبه؛ ليقدموا له العون .
وإن القيام بهذه الواجبات يتطلب جهدا جماعيا يبدأ من الفرد نفسه, وينتقل إلى الدوائر الأكبر, حتى يصل إلى التنظيمات, وكذلك السلطة الحاكمة, كونها تمتلك من المقومات الشيء الكثير, والذي لا يمتلكه غيرها.
وفي الختام أسأل الله أن أكون وُفِّقت في عرض الموضوع . فإن أحسنت فمن الله, وإن كان غير ذلك فمن نفسي .
والسلام عليكم
أخوكم
عبد الناصر عدنان رابي- فلسطين - 2005

الكاتب في سطور
1- مواليد قلقيلية \ فلسطين \1970.
2- بكالوريوس تربية.
3- اعتقل لدى الاحتلال 6سنوات تقريبا.
4- له عدة دراسات ومقالات في مواضيع متنوعة.[/size]
 
أعلى