مدارسنا مؤسسات استثمارية طويلة الأجل

فاطمة صالح

عضو جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
مدارسنا مؤسسات استثمارية طويلة الأجل​
cupidarrowcupidarrowcupidarrowcupidarrowcupidarrow

باليقين القاطع الذي لا يساوره أدنى شك بأن مؤسساتنا التعليمية ليست على الإطلاق مؤسسات خدمات بل استثمار طويل الأجل في العقول والقوى البشرية ,بل في تنمية رأس المال البشري التي هي أغلى وأنفس أنواع الاستثمارات لدفع عجلة التنمية في كافة مجالاتها فالإنسان ولا شك هو أداة أية تنمية , ووسيلة أية تنمية , وغاية أية تنمية . فالدول المتقدمة كافة تلتقي في معادلة واحدة , ويجمع بينها عامل مشترك واحد هو أنها جميعاً وصلت إلى هذا المستوى من التقدم والرقي من بوابة التعليم والتعليم فقط ولا شك أن الفارق الأساس بين أعظم الدول تقدماً في العالم وأغناها وأقواها اقتصاداً وبين أكثرها فقراً وتخلفاً وجهلاً إنما يكمن في إنتاج واستثمار هذا الإنسان والاستثمارات اللازمة لإنتاج وبناء هذا الإنسان هو تطوير التعليم وأولى أولويات تطوير التعليم المعلم في إعداده والمعاملة معه بروح تجعله راغباً في العطاء باختياره ورغبته وحماسته ودور وزارة التربية والتعليم تيسير السبل أمامه وتمهيدها لاستيعاب كل جديد في التربية والتعليم مما يحتاج إليه لصناعة مستقبل أمتنا . يقيناً أننا في ظروف حالكة الصعوبة فمتى كانت خطط التنمية تركز على الإنسان بوصفة غاية التنمية وفي الوقت نفسه هو وسيلة تحقيقها . فمن يتحمل ذلك , ومن يقدر عليه , ومن يبادر به إلا روح هائلة تكتسح عوائق النفوس وتطهرها وتصوغها في كل مجال ولكل فرد صياغة جديدة أليست هي التربية التي من شأنها أن تؤازر وتدفع وتحرض حتى يتم التغيير الواجب في الوقت ,والمال في العقل والقلب والجسد على مقتضى التوجيه الإلهي الحكيم العليم ,وحتى لا نقع في متاهة الأسئلة العتيدة من أين نبدأ ؟ وكيف نبدأ ؟ومتى نبدأ؟ إنها مهمتنا رجال التربية والتعليم في فلسطيننا وإن وجبت مشاركة الجميع الآباء والأمهات , رجال الأعمال والتجارة , الأدباء ورجال الإعلام وليبدأ كل من موقعه يؤازر ويدفع ويحرض للارتقاء بمعلمينا وتحسيسهم بأننا بجانبهم نشاركهم المسؤولية فكم من مؤسسات وشركات عالمية في دول متقدمة تخصص من أرباحها جزءاً للبحث العلمي وإعداد المعلم وتسهيل الحصول على المطبوعات والكتب والنشرات والحواسيب ناهيك عن معاملة المعلم وتحسيسه بدوره الفاعل من قبل المجتمع. وترجمة ذلك يكون بتخفيض نسبة من فاتورته كالهاتف النقال، والبلديات، والكهرباء والمستشفيات الخاصة... بل في كثير من الدول هناك بطاقات خاصة للمعلم تصدرها وزارة التربية ونقابات المعلمين للاستفادة منها في تسهيل المهمات وأؤكد أن أمة، أو شعباً، أو دولة لا يمكن أن تقتات بالتوصيات , وان تدافع عن كيانها بالندوات، والمؤتمرات، والاجتماعات، أومن على صفحات الصحف ... بل إن من أولى الواجبات وأولاها أن يأتي العمل بعد القول يا وزارة التربية والتعليم , ويا كل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية , ويا كل الشركات الخاصة بتحسيس المعلم بدوره الأساس فهو رأس العملية التعليمية التعلمية التربوية , وأن نلتزم بقوله تعالى . " فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " (الزمر:18).
 
أعلى