اسم المفعول

خضر صبح

مشرف
فريق الإشراف
اسم المفعول

تعريفـه :

اسم يشتق من الفعل المبني للمجهول للدلالة على وصف من يقع عليه الفعل .

مثل : ضُرب مضروب ، أُكل مأكول ، شُرب مشروب ، بُث مبثوث ، وُعد موعود ، أُتى مأتي ، رُجي مرجي ، مُلئ مملوء .



صوغـه :

لا يصاغ إلا من الأفعال المتعدية المتصرفة على النحو التالي :

1 ـ من الثلاثي على وزن مفعول .

كما في الأمثلة السابقة . ومنه : الحق صوته مسموع .

والشاي مشروب لذيذ الطعم .

ونحو قوله تعالى : { فجعلهم كعصف مأكول } 5 الفيل .

وقوله تعالى : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } 4 القارعة .

فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف فإنه يحدث فيه إعلال تقتضيه القواعد الصرفية ، فيكون اسم المفعول من الفعل قال : مقول ، وباع : مبيع .

ومما سبق يتبع في أخذ اسم المفعول من الأفعال المعتلة الوسط الآتي :

نأخذ الفعل المضارع من الفعل المراد اشتقاق اسم المفعول منه ثم نحذف حرف المضارعة ونستبدلها بالميم .

مثل : قال يقول مقول ، باع يبيع مبيع .

ومنه قوله تعالى : { فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً } 39 الإسراء .

وقوله تعالى : { وبئر معطلة وقصرٍ مشيد } 45 الحج .

فإن كان وسط المضارع ألفاً ترد في اسم المفعول إلى أصلها الواو أو الياء .

مثل : خاف يخاف مخوف ، فالألف أصلها الواو لأن مصدرها " الخوف " .

وهاب يهاب مهيب ، فالألف أصلها الياء لأن مصدرها " الهيبة " .

وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " نأتي بالمضارع منه ثم نحذف حرف المضارعة ونضع مكانها ميماً مفتوحة ونضعف الحرف الأخير الذي هو حرف العلة سواء أكان أصله واواً أو ياءً أو ألفاً .

مثل : دعا يدعو مدعوّ ، رجا يرجو مرجوّ ، رمى يرمي مرميّ ، سعى يسعى مسعيّ .

ومنه قوله تعالى : { قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا } 62 هود .

وقوله تعالى : { قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيّاً } 23 مريم .

2 ـ ويصاغ من غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر .

مثل : أنزل ينزل مُنزَل ، انطلق ينطلق مُنطلَق ، انحاز ينحاز مُنحاز ، استعمل يستعمل مُستعمَل .

ومنه قوله تعالى : { وإنك لمن المُرسَلين } 252 البقرة .

وقوله تعالى : { هذا مُغتسَلٌ باردٌ وشراب } 42 ص .

وقوله تعالى : { وأنفقوا مما جعلكم مُستخلَفين فيه } 7 الحديد .



فـوائـد وتنبيهات:



1 ـ إذا كان الفعل لازماً يصح اشتقاق اسم المفعول منه حسب القواعد السابقة بشرط استعمال شبه الجملة " الجار والمجرور أو الظرف " مع الفعل ، وقد يصح المصدر أيضاً .

مثال : ذهب به – مذهوب به ، سافر يوم الخميس – ما مُسافَرٌ يوم الخميس .

ومنه قوله تعالى : { جناتِ عدن مفتحة لهم الأبواب } 50 ص .

ومثال استعمال المصدر مع اسم مفعول الفعل اللازم : العلم مُنتفَع انتفاع عظيم به .

2 ـ وردت أوزان أخرى بمعنى اسم المفعول ولكنها ليست على وزنه أشهرها :

أ ـ فَعْل ، كقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً}245 البقرة ، قرض بمعنى : مقروض.

ب ـ فِعْل ، مثل : ذبح بمعنى مذبوح ، وطحْن بمعنى مطحون .

ومنه قوله تعالى : { ويقولون حجراً محجوراً } 22 الفرقان .

وقوله تعالى : { هم أحسن أثاثاً ورئياً } 74 مريم .

ج - فَعَل ، مثل : سلب بمعنى مسلوب ، وعدد بمعنى معدود .

ومنه قوله تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصبُ جهنم } 98 الأنبياء ، حصب بمعنى : محصوب .

ومنه قوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق } 1 الفلق ، الفلق بمعنى المفلوق .

د – فُعلة ، مثل : مضغة بمعنى ممضوغ ، أكلة بمعنى مأكول .

ومنه قوله تعالى : { ثم من علقة ثم من مضغة } 5 الحج .

هـ- فَعُولة ، مثل : حلوبة وركوبة بمعنى محلوبة ومركوبة .

وفعول ، نحو قوله تعالى : { وذللناها لهم فمنها رَكُوبهم } 72 يس ، ركوبة بمعنى : مركوبة .

وقوله تعالى : { وآتينا داود زَبُوراً } 163 النساء ، زبور بمعنى : مزبور .

و – فعيل ، مثل : ذبيح بمعنى مذبوح ، وقتيل بمعنى مقتول .

ومنه قوله تعالى : { وما هو على الغيب بضنين } 24 التكوير ، ضنين بمعنى : مضنون .

وقوله تعالى : { منها قائم وحصيد } 100 هود ، حصيد بمعنى : محصود .

وخلاصة القول في " فعيل " أن كل فعل سمع له " فعيل " بمعنى فاعل لا يؤخذ منه " فعيل " بمعنى مفعول وما لم يسمع منه يؤخذ منه كما في الأمثلة السابقة .

ومما ينبغي معرفته أن جميع الأوزان السابقة ما هي إلا مصادر جاءت بمعنى اسم مفعول .
 

خضر صبح

مشرف
فريق الإشراف
عمل اسم المفعول :



يعمل اسم المفعول بالشروط التي عمل بها اسم الفاعل عمل الفعل ، فيرفع نائباً للفاعل .

مثل : المعلم مشكور فضله . ونحو : أمكسو الفقيرُ ثوباً .

ومنه قوله تعالى : { ذلك يوم مجموع له الناس } 103 هود .



شـروط عمـله :

1 ـ أن يكون معرفاً بأل ، مثل : فاز المقطوعة يده . يده نائب فاعل .

ونحو : إن الأجيال المستثمر عملها في خدمة الوطن لهي جديرة بالخلود .

فإذا لم يكن معرفاً بأل يشترط فيه شرطان هما :

أ – أن يدل على الحال أو الاستقبال ، مثل : الضعيف مهضوم حقه .

ب – أن يعتمد على نفي أو استفهام أو ما أصله المبتدأ أو موصوف أو حال .

مثل : ما محمود الكذب .

أمذموم أخوك .

أنت محروم ثمرة عملك .

إنك موفور جانبك .

هذا مسكين مهدودة قوته .

وصل الفارس مكسورة قدمه .



فـوائـد وتنبيهات :

1 ـ ورد اسم مفعول من الفعل المزيد بالهمزة " أفعل " على وزن مفعول لغير القياس .

مثل : أضعف الشيء ، فهو مضعوف .

وأزكمه الله ، فهو مزكوم .

وأسعدك الله ، فأنت مسعود .

2 ـ وقع التبادل بين المصدر واسم المفعول فورد المصدر بزنة اسم المفعول وهو قليل .

مثل : ميسور ومعسور ومعقول ومفتون .

ومنه قوله تعالى : { بأيّكم المفتون } 6 القلم .

وقد يرد المصدر بمعنى اسم المفعول .

نحو : هذا شربك وأكلك . بمعنى : مشروبك ومأكولك .

وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه .

3 ـ هناك بعض الألفاظ التي تصلح ـ بحسب موقعها ـ لاسمي الفاعل والمفعول ، ويتعين نوعها من خلال معناها .

مثل : ممتد ، مسلوك ، مختار ، محتل ، مطروق ، منجاب ، منصب .

فإن قلت : هذا طريق ممتد مسافة طويلة ، كان ممتد بمعنى ممدود .

ومثله : وصل القائد المختار ، أي الذي اختاره الناس فهو اسم مفعول .

وإن قلت : أنت مختار ما يناسبك ، فمختار اسم فاعل وأصلها على وزن مُفتعِل .
 
أعلى