تحريك الجماهير -عبد الناصر رابي

عبد الناصر رابي

::كاتب مميز::
تحريك الجماهير
عبد الناصر رابي
فلسطين

تعتبر الجماهير ميدان العمل المركزي للقوى الحية والشخصيات الديناميكية والقيادية العاملة من اجل تحقيق اهادفها حزبية كانت أو ذاتية,بغض النظر عن مدى تقاطع أو تضارب تلك الأهداف مع الأهداف الوطنية العامة التي قد لا تنسجم بين تلك الأطراف لاختلاف المرجعيات والمنطلقات والمصالح ,ويهدف ذلك الاهتمام العملي إلى السيطرة والتحكم في حركة وتوجهات واهتمامات الجماهير لكي لا تتناقض وأهداف الفئات المحركة والمتحكّمة .
عوامل التحريك الجماهيري
إن حجم واتساع وتأثير وتتابع أي حراك شعبي يرتبط بشكل عضوي بعامل أو أكثر من العوامل التالية :
1- العقيدة الدينية السائدة ومدى فعاليتها في تحريك السلوك وتوجيه الأفعال ( أي مقدار الالتزام العملي بها ) ومستوى ارتباط الحدث بالدين إيجابا أو سلبا , ولقد شاهد العالم حجم التحرك الشعبي الكبير ردا على نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله علية وسلم وإبان العدوان على غزة.
2- طبيعة الثقافة المجتمعية المعتًََنقة والمنظومة القيمية السائدة ومدى تأثيرها على الواقع والسلوك فرسوخ وانتشار ثقافة المقاومة والممانعة والتضحية والحمية والإبداع والعمل المثمر يعني بالضرورة بث الديناميكية والحيوية والحراك العملي بين شرائح المجتمع, وعلى العكس من ذلك نرى أن ثقافة الخنوع والذاتية والخوف من المجهول والعزوف عن المواجهة تقود إلى عملية ركود اجتماعي وشعبي وبطء في التغيير يعمل على تقوية دعائم الاستبداد ودكتاتورية الحكم وإدارة شؤون المجتمع والدولة وهذا هو النمط السائد في العديد من دول ما يسمى بالعالم الثالث والوطن العربي الذي تطغى عليه دكتاتورية الحكم التوارثي عائليا أو حزبيا ويسوده كبت الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان ولهذا نرى الجهود الكبيرة المنصبة على اغتيال العقل والثقافة العربية والإسلامية ومسخها وجعل حاملها يشعر بعقدة الضعف والتبعية والانبهار بثقافة الاستعمار وادواتة المتسلطة على مقدرات الشعوب وخيراتها وذلك من اجل إنشاء جيل يرضى بالواقع ولا يسعى إلى التغيير الايجابي الفعال المنطلق من المصالح الوطنية والدينية .
3- مستوى ارتباط نتائج ودوافع التحرك الجماهيري بالحاجات الأساسية للإنسان كالأمن الشخصي وتوفير سبل الحياة من طعام وشراب ومسكن وعلاج إيجابا أو سلبا ولعل توفر تلك الحاجات يعتبر من أهم دوافع السلوك والتحرك مما جعل القوى المتسلطة تسعى إلى عدم إيجاد حالة من الاستقرار في تلك الحاجات لينحصر الاهتمام الشعبي في تحصيل الحد الأدنى منها فلا هم يتركوه يجوع وتهدد حياته باستمرار فيثور ولا هم يتركوه مستقرا فيسعى للتغيير والتحديث.
4- حجم التأًثر العاطفي بالحدث يعتبر محركا أساسيا للأشخاص إذا ارتبط برابطة طردية, ومن أهم عوامل التأثير في العواطف القرب الزمني والمادي من الحدث وارتباطه بالفرد نفسه وبقناعاته وثقافته وعقيدته .
5- نوعية ومستوى وموقع القياديات المحركة للجماهير وحجم مشاركتها الفاعلية في التحرك والتفاعل مع قضايا المجتمع وهمومه ,إضافة إلى كونها فردية أم ممثلة لأحزاب وجماعات لها عمق وانتشار داخل المجتمع , فالتحرك الذي تقوده أحزاب وجماعات لها ثقلها وقواعدها البشرية واسعة الانتشار والتأثير بين أفراد الشعب يكون اكبر واقدر على الاستمرار وتحقق النتائج من التحركات التي تقودها قيادات فرديه محلية غير ممتلكة للرصيد الجماهيري0
6- التوافق أو التعارض بين أهداف التحرك الجماهيري وأهداف السلطة الحاكمة وكلما زاد التوافق كلما كان حجم التحرك اكبر على الأغلب لانتفاء الكثير من موانع التحرك . على الرغم من ضعف النتائج الايجابية لمثل هذا التحرك كونه لا يعدو تنفيس مؤقت عن حالة احتقان أو تأييد لحدث سرعان ما تخبو جذوته 0
7- مدى واقعية وإمكانية تحقيق الأهداف المرجوة من التحرك,وهذا يجعل من الضروري صياغة الأهداف بشكل سلوكي عملي مرحلي متدرج يراعي الإمكانات ويضع المخاطرة في الحسبان ولا يتجاهل عامل الزمن والبعد الجغرافي ووسائل الدعم اللوجستي وطبيعة التحرك المراد لتحقيق الأهداف.
8- مستوى القرب والبعد الفردي الشخصي من دوافع ونتائج التحرك الشعبي0
9- نوعية الأنشطة المراد تنفيذها وإمكانية القيام بها وما تحتاجه من جهد وزمن وتضحية وأعداد بشرية, ومن أهم تلك الأنشطة المظاهرات والاعتصامات والإضرابات0
10- حجم الجماهير المتاح لها المشاركة, فهناك تباين بين التحركات العامة أو الخاصة بجنس أو مهنة أو موقع جغرافي أو عناصر حزبية 0
11- المستوي التعليمي والثقافي للمجتمع أو الشرائح المستهدفة يلعب دورا مهما في عملية التحرك لان التحرك عن قناعة ودراية غالبا ما يؤدي إلى نتائج أفضل إضافة إلى إذكائه روح المبادرة وإضعاف إمكانيات التضليل والخداع للمتعلم المثقف.
معيقات التحرك الجماهيري
إن أي خطة تحريك واقعية لا بد أن تكون عوامل التحريك من أهم أعمدتها وأركانها حتى تتم الحيلولة دون أي انتكاسات وإخفاقات جراء ضعف المشاركة , ولعل من أهم عوامل التثبيط والإعاقة ما يلي :
1- الخوف من بطش السلطات الحاكمة ضد المشاركين وقيامها بالاعتقال والضرب والاقصاءات الوظيفية والملاحقات الأخرى, ولقد حذرنا الله عز وجل من الخوف من أهل البغي وأمرنا بعدم الخوف منهم فقال جل وعلا بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين ) 175 آل عمران, صدق الله العظيم 0
2- الرهبة من تضييق سبل العيش وتأثير وتبعات حالة الفقر على أفراد المجتمع, ولقد استخدم أهل البغي هذا الأسلوب ضد خصومهم وما زالوا يتفننون في ابتكار أشكاله واستخدمه كفار قريش ضد الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال المقاطعة وما زال هذا الأسلوب يستنسخ ضد الأفراد والجماعات, ومن ابرز أشكاله في العقود الأخيرة الحصار الظالم الذي فرض على العراق بداية تسعينيات القرن السابق والحصار الجائر ضد الشعب الفلسطيني وبالذات قطاع غزة مع بدء انتفاضة الأقصى واستفحاله بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 وحتى تاريخ كتابة هذه السطور, وإذا أردنا كأمة عربية وإسلامية النهوض وإعادة الأمجاد والتحرر من التبعية للطغاة فعلينا كأفراد وجماعات وحكومات أن نكافح عملية التضييق والحصار الاقتصادي من خلال:
أ‌- ترسيخ العقيدة الإسلامية في قلوب أبناء الشعب بكافة شرائحه وفئاته العمرية لان الأرزاق بيد الله عز وجل قال تعالى ( إن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر )26 الرعد, وقال ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )58 الذاريات, وان تضيق سبل العيش هو من الابتلاءات الربانية لعبادة قال تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )155 البقرة, صدق الله العظيم0
ب‌- قيام الحكومات بتقوية اقتصادياتها واتخاذها للخطوات العملية المنهجية لإعداد الكفاءات البشرية اللازمة للنهوض وتحديث وسائل إنتاجها وتقليل وارداتها وعمل الحماية الاقتصادية للمنتج الوطني وزيادة جودته ورفض التبعية الاقتصادية للأعداء والسعي لعمل تكامل اقتصادي عربي وإسلامي وتنحية الخلافات السياسية عن مسرح العمل الاقتصادي ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولنا في التجربة الألمانية والماليزية والصينية والتركية نماذج يمكن الاستفادة واخذ العبر منها , ولا شك أن تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي بكل مفرداتة كفيل بإحداث التغيير والنهوض ضمن نظام حكم إسلامي متكامل0 قال تعالى ( يا ايها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )7 محمد وقال جل في علاه ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )11 الرعد, صدق الله العظيم0
ت‌- من خلال قيام الأحزاب والجماعات ومؤسسات المجتمع المدني بالمساهمة الفاعلة في التطوير الاقتصادي وقيامها بالعديد من مهمات الدولة أو مساعدتها على ذلك والضغط عليها لاتخاذ الإجراءات المناسبة والكفيلة بالنهوض والإصلاح الاقتصادي وسن القوانين التي تصب في نفس الهدف وطرح الخطط والإجراءات العملية لذلك وعدم التمترس وراء الشعارات العامة فقط0
ث‌- أما بالنسبة للأفراد فالمهمة الملاقاة على عاتقهم لا تقل أهمية فعلى كل فرد أن يقوم بما يستطيعه من اجل مكافحة الفقر وإغاثة الملهوف ونشر الثقافة الإسلامية والعملية المعينة على التطور استجابة لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) 2 المائدة, صدق الله العظيم, ومما يمكن للفرد أن يقوم به تطوير نفسه من خلال التعلم الأكاديمي وتعلم المهن والإخلاص في العمل واكتساب فنون التجارة والزراعة والصناعة كل حسب إمكاناته وكلما ارتفعت نسبة المهارات التي يمتلكها كلما كانت ظروفه الخاصة ومساهماته العامة أفضل واهم , كما أن بإمكان الفرد أن يعلم غيره ويتصدق على المحتاجين ويفرض علية إخراج زكاته في مخارجها , وبالإمكان تشجيع المنتجات الوطنية ومقاطعة الأجنبية وتقليص الكماليات وغير ذلك من الإجراءات التي تسهم في مقاومة الضغط الاقتصادي على الفرد نفسه وعلى المجتمع بشكل عام 0
3- المناكفات الحزبية والصراعات العائلية والمناطقية, تشتت الجهود وتجعلها متناقضة مما يسهل إفشالها وإجهاضها وأحيانا تحويل نتائجها إلى نتائج سلبية ويدخل المجتمع في حالة إحباط ولا مبالاة فمستوى الانسجام المرتفع بين أفراد المجتمع يسهم في إنجاح أي تحركات عامة ولقد حذرنا الله عز وجل من الفرقة فقال بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)46 الأنفال, صدق الله العظيم.
4- ضعف القناعات الشخصية بأهمية وجدوى التحرك وقد يعود ذلك إلى الفرد نفسه بسبب نوعية الثقافة التي يحملها وقد يكون السبب تقصير من القائمين على العمل ولإيجاد وترسيخ القناعات لا بد من العمل المتكامل والمتدرج من خلال التبشير والتمهيد والإعلان الواضح للأهداف والوسائل والنتائج المترتبة على الفعل والتنفيذ والتكريس للفعل والنتائج وصولا إلى الاعتياد والمعايشة إن أمكن, فوجود الدافع الذاتي للتحرك النابع عن قناعة هو السبب الرئيسي للسلوك والعمل والتضحية والاستمرارية والمثابرة 0
5- حالة التواكل على الغير ومدى استشرائها بين الفئات المتوقع تحركها والنظر على أن التحرك عملا كفائيا وليس عينيا ومالم تشع الثقافة الجمعية والتعاونية وحتى الايثارية بين أفراد المجتمع سيبقى هذا العامل سيفا مسلطا على نجاح التحركات العامة0 قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)2 المائدة, صدق الله العظيم.
6- ضعف وعدم فاعلية وسائل الدعم اللوجستي للتحرك كوسائل الاتصال والإعلام والنقل .
7- ضعف عمليات التخطيط والإعداد المادي والنفسي والفكري والقيمي للمجتمع.
8- ضعف وجود القيادات المؤثرة والمتفاعلة من أفراد المجتمع وخاصة الرموز الدينية والوطنية.
إن نجاح عوامل الإعاقة والتعطيل يعني عزل الانويه الصلبة للتنظيمات والتجمعات عن محيطها الجماهيري وتركها وحيدة في ساحة المواجهة مما سيسهل عملية إفشال تحركاتها والحد من قوتها ولهذا كان من الضروري إعطاء العمل الجماهيري مساحات واسعة من الاهتمام والتربية على مبادئه والاهتمام به لضمان كسب التأييد والقدرة على التحريك والتوجيه لهذه القوة الحيوية الحاسمة0
أهداف تحريك الجماهير
تتباين أهداف التحرك الجماهيري تبعا لاختلاف دوافعه ونوعية الشرائح المنخرطة فيه وعلى الرغم من ذلك فان هناك مجموعة من المحاور التي تدور حولها معظم تلك الأهداف من أهمها:
1- التعبير العلني الجماعي عن الرأي تأييدا أو رفضا أو مُطالب وعادة ما يكون المحرك لذلك اهتمامات وأحداث عامة ومثال ذلك المظاهرات العارمة احتجاجا على الرسومات المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومثلها مظاهرات الاحتجاج على العدوان الصهيوني والمطالبات بالإفراج عن المعتقلين.
2- الاحتجاج من خلال المواجهة المادية غير المسلحة لعدو أو نظام ظالم ومن أشكاله المقاطعة الاقتصادية أو المظاهرات العنيفة التي تستخدم فيها الحجارة والزجاجات وأحيانا الإحراق والتكسير ومن ابرز أشكالها الانتفاضات الفلسطينية والاحتجاج على غلاء الأسعار في مواقع أخري.
3- إحداث حالة تحشيد وتعبئة جماهيرية كمرحلة أولى لإحداث تغيير أو تثبيت واقع من خلال تحرك جماهيري مستقبلي كون تتابع وتراكم عمليات التحرك الجزئية تقود وتؤسس لعملية تحرك جارفة في المستقبل من خلال ترسيخ القناعات المطلوبة لذلك والتغلب على العوائق المثّبطة وخاصة حالة الخوف من الظلم أو ألا مبالاة الشعبية.
4- تغيير الواقع كإلغاء قوانين أو إعادة انتخابات أو إسقاط أنظمة كما حدث في إيران إبان إسقاط نظام الشاه.
أشكال التحرك الجماهيري
1- المظاهرات بكل مقوماتها وأشكالها من حشد الجماهير والخطابات ورفع الشعارات وأحيانا الاحتكاك المادي 0
2- الاعتصامات السلمية والإضرابات عن الطعام أحيانا ويكون ذلك في مواقع مهمة وحساسة لها وقع وتأثير مثل الساحات العامة وأمام الأبنية الرئيسية للحكومة والمؤسسات الدولية 0
3- جمع التواقيع وتوجيهها للعناوين ذات الصلة وصاحبة التأثير 0
4- حالات المقاطعة سواء كانت للانتخابات أو المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويتناسب اتساع تلك المقاطعة طرديا مع تأثيرها مع المُقاطِع والمقاطَع 0
وسائل التأثير في الجماهير
1- وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة وكلما استخدمت هذه الوسائل طرق عرض متنوعة ومتجددة ومراعية لقواعد التأثير والإقناع كلما كان تأثيرها اكبر وأعمق ومنها التلفاز والمذياع والصحف والنشرات واللافتات والشبكة العنكبوتية0
2- الاتصال المباشر مع الجموع من خلال الخطب والندوات والمحاضرات والتصريحات الصحفية والرسائل عبر الجوالات والايميلات 0
3- الأفعال المادية الملموسة والمعاشة فكثير من الناس ينخرطون في العمل عندما يجدون أنفسهم ملاحِقين ومشاهدين له كمن ينخرطون في المسيرات المتحركة ومن تستثيرهم أعمال القتل والإيذاء فيثورون الملموسة , وهذا الأسلوب يكون محركا عفويا كثر منه منظما 0
4- الأحزاب السياسية وجماعات التأثير حيث تعد الأحزاب والجماعات من أهم العوامل وأكثرها تأثيرا في توجيه وتحريك الرأي العام وتحديد مساراته ومن أهم مزاياها:
أ‌- توعية الشعب ورفع مداركه السياسية.
ب‌- قدرتها على محاسبة الحكام ورقابتهم في النظم الشورية والديمقراطية 0
ت‌- توفير المتطوعين للعمل لتحقيق أجندتها وإنجاح فعالياتها 0
ث‌- سهولة تحريك وضبط قواعدها الحزبية وأنصارها من الجماهير0
ج‌- امتلاكها للإمكانات المادية ووسائل الدعم اللوجستي للإنجاح عملية التحرك.
5- الاتصال الفردي المباشر ويعتبر الأوقع أثرا وأوسع تأثيرا لما يحمله هذا الجانب من إشعار المستهدًف بأهميته وعمق ارتباطه بالقضية موضوع التحرك ولما يتيحه هذا الأسلوب من إمكانيات للحوار والإقناع وقياس الاستجابات ونقاش وجهات النظر إضافة إلى تفعيل جل الطاقة البشرية العاملة من اجل تغطية اكبر المساحات البشرية وهذا من شانه المساهمة في زيادة أعداد المشاركين في التحرك 0
إن وسائل التأثير في الجماهير هي وسائل متطورة ومتشعبة وبالإمكان الإبداع والابتكار فيها حسب الحاجة والإمكانات والمعيقات كما انه بات من الضرورة الملحة أن تدخل عملية التربية على رفض الظلم والتحرك من اجل التغيير ضمن السياسات التربوية الأساسية منذ سن مبكرة بشكل نظري وعملي وما لم يتم ذلك بشكل منهجي وعملي وموضوعي فستبقى التنظيمات المهملة لهذا الجانب تفتقد سلاحا قويا حاسما في معركة التغيير والتحديث والتطوير نحو الافضل0
 
أعلى