نظرية التعلم الاجتماعي

فاطمة صالح

عضو جديد
نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory
كانت المحاولة الأولى في هذا الاتجاه تلك التي صاغها ميللر ودولارد وهما من أعلام المدرسة السلوكية الحديثة في كتابهما الشهير (التعلم الاجتماعي والمحاكاة) الذي صدر عام 1941م وفيه حاولا التوفيق بين مبادئ السلوكية ومبادئ التحليل النفسي، ولكن يرجع الفضل في تبلور هذا الاتجاه إلى ألبرت باندورا وريتشارد والترز في كتابهما الشهير الذي صدر عام 1962 م وعنوانه (التعلم الاجتماعي ونمو الشخصية)، ثم كتاب (نظرية التعلم الاجتماعي) لبندورا Bandura الذي صدر عام 1977م.
يركز هذا الاتجاه على أن المتعلمين غير متأثرين بعوامل داخلية أو مثيرات بيئية أيضا، فيحدث التعلم وفق هذه النظرية من التفاعل بين العوامل الشخصية والعوامل البيئية وتؤكد النظرية على أن البيئات التي يتفاعل معها المتعلمين ليست عشوائية ولكن يتم اختيارها ويتم تغييرها من خلال سلوك الأفراد، وهذا الاتجاه في التعلم يوفر تفسيرا مفيدا عن كيفية حدوث التعلم بالملاحظة وكيف يتم تنظيم الأفراد لأنفسهم من خلال سلوكهم، وفي التعليم الاجتماعي يتم استخدام كل من التعزيز الخارجي External Reinforcement والتفسير المعرفي الداخلي للتعلم Internal Cognitive Exploration للتعرف على كيفية حدوث التعلم من الآخرين، فالأفراد كائنات اجتماعية، ومن خلال ملاحظة الفرد لعالمه الاجتماعي و التفسير المعرفي لهذا العالم ومن خلال الثواب والعقاب لاستجاباته لهذا العالم يتم تعلم المعلومات العديدة والمعقدة وكذلك المهارات والأداءات المختلفة.
التعلم بالملاحظة Learning By Observation
نظرية التعلم الاجتماعي تؤكد على وجود أربعة جوانب أساسية للتعلم بالملاحظة وهي جانب الانتباه Attention، وجانب الاحتفاظ Retention، وجانب إعادة الإنتاج Reproduction، وجانب دافعي Motivational.
الانتباه Attention
عملية ضرورية وبدونها لا يكون تعلم وهناك عوامل تؤثر في الانتباه
-الإمكانات الحسية لدى المتعلم: النماذج التي تعرض على المتعلمين تختلف حسب اختلاف خصائص المتعلمين.
-الخبرة السابقة(القيمة الوظيفية السابقة)للانتباه لنماذج من نوع معين وذات كفاءة معينة، فمثلا أظهرت النتائج أن المتعلم من الملاحظة في مواقف سابقة أنها تؤدي إلى التعزيز فإن أنماط السلوك المماثلة لها تكون موضع الانتباه في مواقف الملاحظة اللاحقة، أي أن التعزيز السابق قد يؤدي إلى تكوين تأهب إدراكي Perceptual Set لدى المتعلم ويؤثر في ملاحظاته التالية.
- خصائص النموذج: يتأثر الانتباه في التعلم بالملاحظة بخصائص النموذج موضوع الاحتذاء Modeling، وقد أظهرت نتائج البحوث أهمية التشابه بين النموذج المتعلم في خصائص معينة مثل الجنس والعمر، كما أن هناك خصائص تأكدت أهميتها مثل أن يكون النموذج موضع تقدير واحترام وأن تكون له مكانة عالية، وأن تكون لديه القدرة والكفاءة في موضوع الاحتذاء، وأن تكون له جاذبية لدى المتعلم.
عمليات الاحتفاظ Retention
تخزين المعلومات أو الاحتفاظ بها يتم رمزيا بطريقتين هما الطريقة التصورية والطريقة اللفظية.
-الطريقة التصورية: يتم تخزين المعلومات في صورة رموز تدل على صورة حقيقية للخبرة موضع الاحتذاء، وهذه الصور هي التي يتم استرجاعها في المواقف اللاحقة بعد حدوث التعلم بالملاحظة وفي هذا يتفق أصحاب هذا الاتجاه مع أصحاب الاتجاه المعرفي الذين يرون أن السلوك يتحدد ولو جزئيا بالصور الذهنية (أو التمثيلات Representation كما تسمى عندهم) للخبرات السابقة.
-الطريقة اللفظية: هي الأكثر أهمية عند أصحاب هذا الاتجاه، وهي تعتمد على التشفير اللغوي، وتتسم هذه الطريقة بالعمومية، ففيها تتحول المعلومات البصرية والسمعية وغيرها إلى شفرة لغوية، تصف خصائص النموذج وموقف الاحتذاء جميعا.
عمليات الإنتاج السلوكي Behavioral Production
تحدد إلى أي مدى يترجم ما تم تعلمه والاحتفاظ به وتخزينه(أو معرفته حسب لغة علم النفس المعرفي) إلى أداء ظاهر، وهنا يميز أصحاب هذا الاتجاه بين التعلم والأداء، فالطفل أو الراشد قد يعرف ما يجب أن يؤدي ويتعرف على الأداء الصحيح، وكل ذلك من عمليات التعلم التي يمكن أن تتم بالملاحظة، ولكنه قد تعوزه(المهارة) في الأداء الفعلي، فاكتساب المهارات العملية الأدائية يتطلب شروطا تتجاوز الملاحظة والمعرفة.
الدافعية Motivation
للتعزيز وظيفتين رئيسيتين في التعلم بالملاحظة
- أنه يحدث لدى المتعلم توقعا بأنه سوف يعزز على النحو الذي يعزز به النموذج (بالثواب والعقاب) إذا أدى الأنشطة التي يلاحظها يعزز عليها.
- أنه يقوم بدور الدافع لتحويل التعلم إلى أداء فعلي- فما يتعلمه الفرد بالملاحظة يظل كامنا حتى يتوفر له دواعي استعماله وتوظيفه.
tearstearstearstears
 
أعلى