التقدم التقني في العالم العربي

تحديات تواجهها الشركات العاملة في الشرق الاوسط: التقدم التقني وتحرير التجارة في المنطقة




مع اقتراب موعد دخول المنطقة العربية في علاقات تجارية متحررة مع العالم، وفي واقع التقدم التقني الذي يبحث اليوم طرق استخدام التجارة الالكترونية المتحركة، لا تزال شركات المنطقة تتخبط في مضمار التجارة الالكترونية وكيفية استخدامها لتحقيق المنافسة والربحية، بينما قطعت شركات العالم هذه المرحلة وتتبع اليوم طفرة التجارة الالكترونية المتحركة.
فما هو واقع التجارة الالكترونية في المنطقة العربية اليوم وكيف يتعامل متخذو القرار مع التغييرات اليومية التي تطرأ على التقنية والتي يصعب مواكبتها واتخاذ القرار بشأن استخدامها؟

في لقاء خاص بـ«الشرق الأوسط» مع فيليب ريكسون، الشريك والمدير الاداري في «أكسنتشر»، يعتقد ريكسون أن الشركات العربية تواجه ثلاثة تحديات كبرى ستضعها في موقف منافسة ضعيف، اذا لم يتم اتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة قبل فوات الأوان، «الصعوبات التي تواجه شركات المنطقة اليوم :التقدم التقني، الانفتاح الاقتصادي في المنطقة ومواجهة التحديات».

* التقدم التقني

* يقف متخذو القرار في شركات العالم العربى في حيرة من أمرهم عند التجارة الالكترونية وقدرتهم على الالتحاق بعجلة التقدم التقني. وتكمن المشكلة في رأي ريكسون بأن معظم الشركات في العالم العربي اليوم لا تزال تفضل اختراع عجلة التقنية عوضا عن استخدام النظم التي قد تم اختبارها ونجاحها في الشركات العالمية. ويقول ريكسون: «ان هذه الاستراتيجية في تبني التقنية في شركات المنطقة أدت الى تكبير الفترة اللازمة لتحقيق الأهداف الربحية من استخدام التقنية مما أدى الى وضع الشركات العربية في المؤخرة مقارنة مع الشركات العالمية الأخرى التي هي قادرة اليوم على تبني تقنية جديدة تساهم في أخذ أعمالها قدما بأقل تكلفة ممكنة».

* الانفتاح الاقتصادي

* مع اقتراب الوقت لدخول البلدان العربية في اتفاقيات التجارة، تُضع شركات المنطقة في وضع غير تنافسي مع شركات العالم التي قد اتخذت من التقنية أسلوبا لتحقيق الربحية والتنافسية، «ان ضغط المنافسة أقل في المنطقة وهذا لا ينطبق فقط على قطاع الاتصالات بل أيضا على التجار العاملين في منطقة الشرق الأوسط، ان شركات المنطقة حتى اليوم هي في وضع جيد وليست معرضة لضغوط المنافسة في السوق وأيضا من داخلها. ولكن هذا الوضع سيتغير والضغط على الأبواب وخصوصا مع اقتراب انضمام منطقة الخليج العربي لمنظمة التجارة العالمية حيث ستكثر المتاجرة بين دول الخليج انفسها ودول الخليج مع العالم. ومن هنا، ستأتي المنافسة وفي نفس الوقت، ستكون شركات المنطقة في وضع أقل تنافسي ناتج عن عدم استخدام التقنية وخاصة تقنية التجارة النقالة (MobileCommerce)». ويقول ريكسون ان هذا التحدي يتطلب ان تسري عجلة تبني التقنية في أعمال المنطقة والا فان مواجهة المنافسة من الشركات العالمية ستكون صعبة.

* مواجهة التحديات

* يشرح ريكسون قائلا ان اليوم، ومع دخول العالم في طفرة «التجارة الالكترونية النقالة»، لا تزال شركات المنطقة غير قادرة على اتباع التجارة الالكترونية، ويجد متخذو القرار أنفسهم غير قادرين على الإلحاق بهذا التطور بحيث تسبقهم الشركات العالمية الأخرى وتضعهم في موقف تنافسي صعب، «الحل موجود وسهل، على شركات المنطقة التي ترغب في اللحاق بعجلة التقدم التقني واستخدام أحدث الأساليب في الأعمال أن تتطلع الى ما ثبت نجاحه في الأعمال الأخرى وتبنيه ليناسب حاجاتها العملية، وهذا سيقصر من الفترة الزمنية التي تحتاجها شركات المنطقة لدخول عالم الأعمال الالكتروني، ويقلل من التكلفة المطلوبة لوضع هذه التكنولوجيا في خدمة الأعمال».

«الجميع على وعي تام بطفرة استخدام الآلات المحمولة والهواتف الخلوية للدخول على الشبكة العالمية وهذا ما يعرف اليوم بالتجارة الالكترونية المتنقلة والتي تعد المستخدمين بامكانية استخدام هواتفهم في مكنات البيع الآلية وشراء وبيع الأسهم عند ممارسة رياضة الركض. ولكن، وفيما يتخبط رجال الأعمال في المنطقة على نقطة الأعمال الالكترونية، فهم أيضا يريدون معرفة ما اذا كانت التجارة الالكترونية المتنقلة حاجزا لا بد من اجتيازه لتحقيق المنافسة المطلوبة. أنا أعتقد أنها ستحقق النجاح المطلوب ولكن اذا استخدمت في الفترة المقبلة. وشركات المنطقة اليوم عليها اللحاق بالتجارة الالكترونية أولا ومن ثم تبني التجارة المتنقلة، وفي أقل وقت ممكن».

وعند سؤاله عن مدى تحقيق التجارة الالكترونية المتنقلة أهداف الأعمال قال: «نحن نعتقد ان التجارة الالكترونية المتنقلة هي الخطوة الكبيرة التي ستؤدي الى تحقيق قدرة الاتصال مع العالم، كل يوم، وعلى مدار الساعة، وانبثاق التواصل الاجتماعي والاقتصادي في العالم».

وختم ريكسون «ان تبني الأعمال الالكترونية ليس معضلة تكنولوجية بل يتوقف نجاحه ليس على التقنية لأن هذه موجودة وقد تم تجريبها وثبت نجاحها، ان تبني التجارة الالكترونية على مختلف أوجهها في شركات العالم العربي يجب أن تقوم على استراتيجية طويلة المدى تستطيع من خلالها الشركات تطوير نفسها في داخل المؤسسات وخارجها وذلك للالتحاق بأي تكنولوجيا جديدة، بأقل تكلفة وفي الوقت المناسب».
 
أعلى