تحالف السلام يختتم ملتقى الشباب الفلسطيني الثاني في رام الله

fayez_p

عضو جديد
رام الله 16-3-2008 - اختتم تحالف السلام الفلسطيني، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، اليوم، ملتقى الشباب الفلسطيني الثاني، الذي جاء تحت عنوان 'أما قلبي فحر'، الذي على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
وتم خلال الملتقى الذي يأتي ضمن مشروع ينفذه التحالف بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وجرى بمشاركة نحو 60 شابا وفتاة من طلبة عدد من جامعات الضفة الغربية وممثلي مؤسسات شبابية، التركيز على مسائل تتعلق بقضية الأسرى في سجون الاحتلال، علاوة على مفاهيم تتعلق بثقافة الحوار، واللاعنف، والتسامح، واحترام الرأي، إلى غير ذلك.
وتخلل الملتقى مداخلات حول ملف الأسرى، أبرزها تلك التي قدمها رئيس نادي الأسير قدورة فارس، الذي أكد ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل السلطة الوطنية والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل العمل على إطلاق سراح الأسرى.
وقال فارس: لا بد من التحرك على أوسع نطاق ممكن لتجنيد أوسع تأييد على المستوى الدولي، للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإغلاق هذا الملف.
وأثنى على اختيار تحالف السلام موضوع الأسرى، ليكون مثار بحث في الملتقى، لافتا إلى ضرورة إيلاء هذا الملف أقصى درجات الاهتمام على المستويين الرسمي والشعبي.
كما تطرق إلى أهمية مثل هذه المبادرات ومشاركة الشباب فيها، باعتبارهم عماد تطور المجتمع ومستقبله.
كما استضاف الملتقى منسق برنامج الشراكة من أجل السلام عزت أيوب، ومسؤولة الإعلام والصحافة في مكتب المفوضية الأوروبية في القدس هيفاء صيام، حيث قدما شرحاً حول دور الاتحاد الأوروبي في دعم مؤسسات المجتمع المدني، لاسيما المبادرات الشبابية.
وأشار أيوب في معرض رده على اسئلة المشاركين، إلى أن الاتحاد الأوروبي يحرص على تقديم كل دعم ممكن للمؤسسات الفلسطينية والمجتمع المدني، وأن ذلك ظاهر وجلي في تبنيه برنامج الشراكة من أجل السلام، الذي خصص له هذا العام مبلغ 5 مليون يورو.
من جانبها، ذكرت صيام أن الاتحاد الأوروبي يلعب دورا سياسيا فاعلا في عملية السلام بالشرق الأوسط، وذلك عبر اللجنة الرباعية، إضافة إلى دوره في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني عبر آليات مختلفة.
وذكر المدير التنفيذي لتحالف السلام نضال فقها، أن الملتقى يعد الثاني ضمن سلسلة مماثلة من النشاطات سيعقدها التحالف خلال العام الجاري، والتي تأتي في إطار سعي التحالف لتكريس ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، وتمكين الشباب الذي يشكل عنصرا أساسيا في المجتمع، من لعب دور مؤثر في نشر قيم التسامح والحوار والديمقراطية.
وأضاف: الشباب يمثلون قطاعاً حيوياً في بناء المجتمع وتطوره، وبالتالي فإنه يجري التركيز عليهم بغية توعيتهم وتثقيفهم بقضايا وثقافة الحوار واللاعنف، في مواجهة ثقافة نفي الآخر، وبالتالي فإن توعية الشباب بقضايا السلم الأهلي، يمثل أفضل وسيلة لنشر ثقافة الحوار، ونبذ اللجوء للعنف في حل الخلافات.
وأفاد بأنه سيجري استهداف قرابة 5000 شاب وفتاة ضمن المشروع، مبينا أن عددا مماثلا من القيادات الشابة، وصناع القرار، والمدرسين، والناشطات النسويات، سيستفيدون من برامج تحالف السلام الأخرى.
وبين أن اختيار ملف الأسرى ليكون محور وشعار الملتقى الثاني، تم بهدف إثارة نقاش وحوار في الشارع، بخصوص أهمية هذه القضية من الناحيتين الإنسانية والسياسية.
وقال: هناك حاليا قرابة 11 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، الكثير منهم تجاوز عشرين عاما في الأسر، كما أن نحو ثلثيهم من الأطفال والشباب اليافعين، الأمر الذي شجعنا على تخصيص موضوع الملتقى الثاني لبحث هذه القضية الأساسية، ولحث القيادة الفلسطينية على التركيز عليها بشكل أكبر، وجعلها على رأس سلم أولوياتها.
وأشاد بتضحيات وإبداعات الحركة الأسيرة، ومساهماتها في الكثير من مجالات الحياة الفلسطينية، منوها إلى دورها ومحاولاتها من أجل حل الخلاف في الساحة الفلسطينية، عبر طرح وثيقة الوفاق الوطني قبل عامين، والتي كانت ولا تزال تشكل دعامة يمكن الاعتماد عليها.
ووضح أن مشاركة العشرات من الشباب في أنشطة الملتقى الثاني، خطوة مهمة على طريق إيجاد حالة حوار مجتمعي حول هذه القضية، التي يشعر المرء أحيانا أنها تكاد تنسى في خضم قضايا التفاوض.
من جهته، أشار مدير البرامج في تحالف السلام ساهر موسى، إلى أن الملتقى ركز على موضوع الأسرى من زاوية إنسانية، باعتبار قضيتهم من أهم القضايا التي ينبغي الحديث عنها وإبرازها.
وقال موسى: إذا كانت إسرائيل تريد السلام، فلا بد أن تقدم رسالة تطمينات للشعب الفلسطيني بهذا الخصوص، تتمثل في الإفراج عن الأسرى.
وبين أن المتلقى الثاني هدف إلى تعريف المشاركين على أنشطته بآخر المستجدات في هذا الشأن، وما يتعرض له الأسرى، ومعاناتهم، عبر تمكينهم من معرفة آراء أشخاص يتابعون هذا الملف.
وأضاف 'كما حاولنا التركيز على الأوضاع الصعبة التي تعيشها عائلات الأسرى، وخاصة المتزوجين منهم، حيث أن العديد منهم لم يروا أبناءهم منذ لحظة الولادة بفعل اعتقالهم، وبالنتيجة فإننا نريد أن نرفع صوتنا عاليا لإبراز هذه القضية، والتي لا تحتمل التأجيل'.
وأفاد بأن الملتقى ركز أيضا على مسائل تتعلق بحقوق الشباب، وخصائص القيادي الشاب، إضافة إلى أمور أخرى ذات اهتمام مشترك، ترتبط بكيفية إيجاد قوى ضاغطة لإثارة قضايا تهم الشباب بالذات.
ولفت إلى أن الملتقى يندرج ضمن تسع نشاطات مماثلة ستعقد على مدار العام الجاري، وستستهدف طلبة جامعات وممثلي مؤسسات شبابية.
وقال: نسعى عبر الملتقيات إلى إبراز قضايا مهمة إلى حد كبير للمجتمع، وإتاحة المجال للشباب للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، في جو تسوده الحرية، واللارسمية في التعامل، والارتقاء بمستوى معرفتهم بالقضايا المطروحة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين المشاركين.
وأضاف إننا نعمل مع الشباب لإيماننا بأنهم عماد المجتمع، والعنصر الفاعل لترسيخ القيم الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر، لذا نتطلع إلى العمل معهم بما يعزز مساهمتهم في حماية المجتمع، ونشر مبادئ الحرية والديمقراطية والحوار
 
أعلى